Tafsir Al-Uthaymeen: Ash-Shura

Muhammad ibn Salih al-Uthaymeen d. 1421 AH
72

Tafsir Al-Uthaymeen: Ash-Shura

تفسير العثيمين: الشورى

प्रकाशक

مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية

संस्करण संख्या

الأولى

प्रकाशन वर्ष

١٤٣٧ هـ

प्रकाशक स्थान

المملكة العربية السعودية

शैलियों

العذابَ أو يَرْفَعُه، ولا وَلِيَّ يواسيهم فيُهَوِّنَ عليهم المصائبَ، ليس لهم هذا؛ وهذا يدُلُّ على أنهم في حسرةٍ شديدةٍ؛ لأنَّهم لا يَرْجُون نفعًا، وقد قال اللهُ تعالى: ﴿وَلَنْ يَنْفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذْ ظَلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ﴾ [الزخرف: ٣٩]. الْفَائِدَةُ التَّاسِعَةُ: سوءُ عاقبةِ الظُّلْمِ لقولِهِ: ﴿وَالظَّالِمُونَ مَا لَهُمْ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ﴾ [الشورى: ٨]، حتى أولياؤهم في الدنيا لا ينفعونهم في الآخرةِ، ليس لهم وَلِيٌّ يتولاهم، ولا نصيرَ يَدْفَعُ عنهم الأذى. الْفَائِدَةُ الْعَاشِرَةُ: أن القائمَ بالعدلِ له ناصرٌ وولِيٌّ، يُؤْخَذُ ذلك من مفهومِ المخالفةِ، إذا كان الظالمُ لا وَلِيَّ له ولا نصيرَ، فمن قام بالعدلِ فله وليٌّ ونصيرٌ. مسألةٌ: في غيْرِ هذه البلادِ مثلًا يوجَدُ علماءُ مُتضلِّعون في بعضِ العلومِ، ممن يَكُونُ مثلًا أَشْعَرِيًّا أو معتزليًّا، ففي أثناءِ الدرسِ مثلًا قد يُقَرِّرُ مذهَبَه المذهبَ الأشعريَّ أو المعتزليَّ، هل لطالبِ العلمِ إذا كان يَعْلَمُ الحقَّ في هذه المسألة أن يناقشَ شيخَه فيها؛ خاصةً أنه يكونُ كبيرًا في السِّنِّ؟ فالجوابُ: مما لا شكَّ أنَّ الذين يدعون إلى البدعةِ هؤلاء تَجَنَّبْهُمْ والرزقُ على اللهِ، حتى لو كانوا علماءَ في النحوِ والبلاغةِ لا خيرَ فيهم - هؤلاء الذين يَدْعُونَ -، أما الذين لا يَدْعُونَ إلى بِدْعَتِهِم ويتسترون فلا بأسَ أن تجلسَ إليهم فيما ينفعُ، لكن إذا رأيْتَهم خرجوا عن الجادَّةِ، فيجبُ عليك أن تُنَبِّهَهم، لكنْ لا تُنَبِّهْهُم أمامَ الطلابِ؛ لأنَّ الإنسانَ قد تَأْخُذُه العزَّةُ بالإثمِ خصوصًا إذا رأى نفْسَهُ أنه مُبرزٌ في عِلْمٍ من العلومِ يجيءُ طالبُ علمٍ وَيَرُدُّ عليه أمامَ الناسِ، فهذا ثِقْ بأنه سينتفخُ ويكونُ أطولَ من الجبلِ ولا يرجعُ، لكن من الممكنِ أن تَكْتُبَ له كتابًا تُبَيِّنُ له الحقَّ إذا لم تستطعْ أن تناقَشُه مباشرَةً.

1 / 76