Tafsir Al-Uthaymeen: Ash-Shura

Muhammad ibn Salih al-Uthaymeen d. 1421 AH
69

Tafsir Al-Uthaymeen: Ash-Shura

تفسير العثيمين: الشورى

प्रकाशक

مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية

संस्करण संख्या

الأولى

प्रकाशन वर्ष

١٤٣٧ هـ

प्रकाशक स्थान

المملكة العربية السعودية

शैलियों

دلَّ عليها العقلُ، والرحمةُ لَمْ يَدُلَّ عليها العقلُ، بل دلَّ العقلُ على خلافِها. فنقولُ لهم: ما هو العقلُ الذي دلَّ على الإرادةِ؟ قالوا: العقلُ الذي دلَّ على الإرادةِ التخصيصُ، تخصيصُ المخلوقاتِ، الجَمَلُ له صورةٌ معيَّنَةٌ، الشاةُ لها صورةٌ معيَّنَةٌ، بنو آدمَ لهم صورةٌ معيَّنةٌ، فَكَوْنُهُ يجعلُ البعيرَ على هذه الصفةِ، والشاةَ على هذه الصفةِ وبني آدمَ على هذه الصفةِ تَدُلُّ على الإرادةِ. وهناك أدلةٌ عقليَّةٌ على الرحمةِ أكثرُ دلالةً من دلالةِ التخصيصِ على الإرادةِ، كلُّ ما في الكونِ من النِّعَمِ يَدُلُّ على الرحمةِ، ولهذا العامِّيِّ إذا أمطرتِ السماءُ قال: مُطِرْنَا بفضلِ اللهِ ورحْمَتِه. فدلالةُ هذه الأشياءِ على الرحمةِ أقوى من دلالةِ التخصيصِ على الإرادةِ. فنحن نُؤْمِنُ بأن للهِ رَحْمَةً، فإذا قال: إن الرحمةَ انكسارٌ وانفعالٌ، قلنا: هذا بالنسبةِ لرحمةِ المخلوقِ أما رحمةُ الخالقِ فهي تليقُ به ﷿ لا انكسارَ فيها، ولا نَقْصَ فيها، ولا عَيْبَ فيها. أرأيتُمُ الغضبَ، الغضبُ انفعالٌ يَحْدُثُ للإنسانِ حتى يَفْقِدَ أعصابَهُ ويتصرَّفَ تَصَرُّفَ المجانين، حتى ربما كَسَرَ مَالَهُ، وَضَرَبَ أولادَهُ، وطَلَّقَ زوجَتَه، وربما يؤدِّي إِلى أن يرميَ بنفسِهِ في الماءِ؛ لأنَّه جمرةٌ يلقيها الشيطانُ في قلبِ الإنسانِ حتى يَفُورَ دَمُه. هل نقولُ: إن غضبَ اللهِ كغضبِ الإنسانِ؟ أبدًا حاشا إن غضبَ اللهِ صفةٌ تليقُ به، تدُلُّ على كمالِ سلطانِهِ وقدرتهِ على الإنتقامِ، لكنها لا يُمْكِنُ أن يَنْتُجَ عنها سوءُ تَصَرُّفٍ أبدًا، بخلافِ غضبِ المخلوقِ. المهمُّ أن نقولَ: هناك قومٌ أنكروا رحمةَ اللهِ، وفسروا الرحمةَ بواحدٍ من أمْرَيْنِ:

1 / 73