310

Tafsir Al-Uthaymeen: Ash-Shura

تفسير العثيمين: الشورى

प्रकाशक

مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية

संस्करण

الأولى

प्रकाशन वर्ष

١٤٣٧ هـ

प्रकाशक स्थान

المملكة العربية السعودية

शैलियों

وقوله: ﴿لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ﴾ أي: حين رأوُا العذابَ بأعيُنِهم يقولون: ﴿هَلْ إِلَى مَرَدٍّ مِنْ سَبِيلٍ﴾ (هل) استفهامٌ للتَّمنِّي يعني: يَتَمَنَّوْنَ أن يَكُونَ لهم سبيلٌ إلى الرَّدِّ، وقولهم: ﴿إِلَى مَرَدٍّ﴾ وأي: إلى مَرْجِعٍ، والمرادُ: مَرْجِعٌ للدُّنيا ليعملوا صالحًا، ولكنَّ هذا التَّمَنِّيَ باءَ بالفشلِ؛ لأنَّ ذلك أمرٌ غيرُ مُمْكِنٍ، بل قد قال اللهُ ﷿: ﴿وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ﴾ [الأنعام: ٢٨] فهم يَتَمَنَّوْنَ هذا ويدَّعُون أنَّهم إذا رَجَعُوا صَلُحُوا ولكنَّ الأمْرَ ليس بذلك.
قال المفسِّرُ ﵀: [﴿هَلْ إِلَى مَرَدٍّ مِنْ سَبِيلٍ﴾ أي: من طريقٍ]: والجوابُ: لا سبيلَ، وكما تقدَّم لو رُدُّوا لعادوا لما نُهُوا عنه، كما أنَّهم إذا غَشِيَهم موجٌ كالظُّلَلِ في البحارِ ودَعَوُا اللهَ مُخْلِصِينَ له الدِّينَ؛ إذا نَجَوْا عادوا إلى الشِّرْكِ قال: ﴿وَتَرَاهُمْ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا﴾ غُدُوًّا وعَشِيًّا كلمةُ (ترى) هنا والَّتي قبلها هل المرادُ بها الرَّسولُ ﷺ وَحْدَهُ أو ترى أيُّها المخاطَبُ؟
الجوابُ: الثَّاني؛ لأنَّنا إذا قلنا بالثَّاني صار أعمَّ ممَّا إذا قلنا بالأوَّلِ ﴿وَتَرَاهُمْ﴾ أيُّها الرَّائي ﴿يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا﴾.
ثُم قال المفسِّرُ: [﴿وَتَرَاهُمْ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا﴾؛ أي: على النَّارِ] ﴿خَاشِعِينَ﴾ خائفين مُتَوَاضِعِينَ ﴿مِنَ الذُّلِّ﴾ (مِنَ) للسَّببيَّةِ؛ أي: بسببِ ذُلِهِّم، هؤلاء الَّذين كانوا في الدُّنيا مُسْتَكبِرين مُتَعَنْجِهِين لا يَرَوْنَ النَّاسَ شيئًا ولا يَقْبَلُون الحقَّ يُعْرَضُون على النَّارِ على هذا الوصْفِ ﴿خَاشِعِينَ مِنَ الذُّلِّ﴾ يعني: قد امتلأت قلوبُهُم ذلًّا.
فيُعْرَضُون عليها قبل أن يَدْخُلُوها، والكفَّارُ لا يحاولون الصُّعودَ على الصِّراطِ؛ لأنَّهم يُصْرَفُون إلى جهنَّم في عَرَصَاتِ القيامةِ.

1 / 314