Tafsir Al-Uthaymeen: As-Sajdah

Muhammad ibn Salih al-Uthaymeen d. 1421 AH
65

Tafsir Al-Uthaymeen: As-Sajdah

تفسير العثيمين: السجدة

प्रकाशक

مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية

संस्करण संख्या

الأولى

प्रकाशन वर्ष

١٤٣٦ هـ

प्रकाशक स्थान

المملكة العربية السعودية

शैलियों

من النَّاحِيَة النَّحْوِيَّة؛ واجبٌ لأنه في قَسَمٍ مُثْبَتٍ مُسْتَقْبَلٍ لم يُفْصَلْ بينه وبين لامِهِ بفاصِلٍ. وقوله تعالى: ﴿جَهَنَّمَ﴾ هذا اسْمٌ من أسماءِ النَّار، قيل: إنَّها عَرَبِيَّة، والنُّون فيها زائدة وأنَّها من الجَهْمِ أو من التَّجَهُّم وهو الظُّلْمَة، وقيل: إنَّها اسمٌ مُعَرَّب وليس بعَرَبِيٍّ، ولكنَّه مُعَرَّب، وعلى كل الأحوالِ فالمرادُ بها النَّار، نسألُ الله العافِيَةَ! وقوله تعالى: ﴿لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ﴾: ﴿الْجِنَّةِ﴾ هي الجِنُّ، و﴿وَالنَّاسِ﴾ بنو آدَمَ ﴿أَجْمَعِينَ﴾ فتُمْلَأُ من هؤلاء وهؤلاء، وأيُّهما أكثر؟ الله أعلم، لكن ظاهِرُ القِسْمَةِ أنَّهُم سواءٌ: ﴿مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ﴾. مسألة: بإجماعِ المُسْلِمينَ أنَّ كافِرَ الجِنِّ يَدْخُل النَّار، أما مُؤْمِنُ الجِنَّ؛ فهل يدخُلُ الجَنَّة؟ الجوابُ: اختلف فيه العلماءُ، والصَّوابُ: أنَّهُم يَدْخُلونَ الجَنّةَ، قال تعالى: ﴿يَامَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ﴾ [الأنعام: ١٣٠]، وقال تعالى: ﴿يَابَنِي آدَمَ إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي فَمَنِ اتَّقَى وَأَصْلَحَ﴾ [الأعراف: ٣٥] أي: من الجِنِّ والإِنْسِ ﴿فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (٣٥) وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ﴾ [الأعراف: ٣٥ - ٣٦]، وقال تعالى: ﴿وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ﴾ [الرحمن: ٤٦] ثم قال: ﴿فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ﴾ [الرحمن: ٤٧] يُخاطِبُ الجِنَّ والإنْسَ، فهذا بَيِّنٌ أيضًا على أنَّهُم يدخلون الجَنَّة، وكذلك قولُه تعالى: ﴿لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ﴾ [الرحمن: ٥٦] يدلُّ على أنَّهُم يدخلونَ الجنَّة، وهذا هو الذي عليه جُمْهُورُ أهْلِ العِلْم.

1 / 70