178

Tafsir al-Uthaymeen: As-Saffat

تفسير العثيمين: الصافات

प्रकाशक

دار الثريا للنشر والتوزيع

संस्करण संख्या

الأولى

प्रकाशन वर्ष

١٤٢٤ هـ - ٢٠٠٣ م

प्रकाशक स्थान

الرياض - المملكة العربية السعودية

शैलियों

وجل-: ﴿ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا (٣)﴾ [الإسراء: ٣] هذا ثناء أعظم ما يكون من الثّناء، وأشرف ما يكون من الفخر أن الله يصف واحدًا من بني آدم فيقول: ﴿إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا (٣)﴾ يعني: قائمًا بالعبودية، وقائمًا بالشكر، ﵊. فالله أبقى عليه ثناء حسنًا في الآخرين إلى آخر الأمم بل إلى يوم القيامة؛ لأنَّ هذا الكتاب سيبقى إلى أن يرفعه الله عند قرب قيام الساعة.
﴿فِي الْآخِرِينَ (٧٨)﴾ [من الأنبياء والأمم إلى يوم القيامة]، والظاهر من الآيات الكريمة أن جميع الأنبياء الذين جاءوا من بعد نوح ﵊ كان يذكر فيهم نوح بالثناء الحسن، فتكون الأنبياء كلهم والأمم يطرون نوحًا ﵊ بما أثنى الله به عليه؛ لأنَّه مذكور في كل الكتب ﴿سَلَامٌ عَلَى نُوحٍ فِي الْعَالَمِينَ (٧٩)﴾ (سلام) مبتدأ، ونُكِّر من أجل التعظيم أي: سلام عظيم، لأنَّه سلام من الله ﷿، وهذا السَّلام معناه: أن الله سلَّمه من القوادح التي تقدح فيه، وحل محل هذه القوادح من البشر الثّناء من الله ﷾، فجمع الله له بين أمرين:
الثّناء، وبين تسليمه مما يقدح فيه، ولهذا نقول: ﴿سَلَامٌ﴾ بمعنى تسليم، أي: أن الله سلمه من كل ما يضره من القوادح التي تقدح فيه من بني آدم.
﴿فِي الْعَالَمِينَ (٧٩)﴾. المراد بالعالمين هنا: مَن بعد نوح لا مَن قبله فيما يظهر، وعلى هذا فيكون عامًّا يراد به الخاص.
﴿إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (٨٠)﴾ المراد بالجمع ﴿إِنَّا﴾

1 / 181