314

Tafsir al-Uthaymeen: An-Naml

تفسير العثيمين: النمل

प्रकाशक

مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية

संस्करण

الأولى

प्रकाशन वर्ष

١٤٣٦ هـ - ٢٠١٥ م

प्रकाशक स्थान

المملكة العربية السعودية

शैलियों

الآية (٥٥)
* * *
* قَالَ اللهُ ﷿: ﴿أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ﴾ [النمل: ٥٥].
* * *
قَالَ المُفَسِّر ﵀: [﴿أَئِنَّكُمْ﴾ بتحقيقِ الهمزتينِ وتسهيلِ الثَّانِيَةِ وإدخالِ ألفٍ بينهما عَلَى الوجهينِ]، ففيها أربع قراءات.
قوله: ﴿أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً﴾ هَذَا تفسير لِقَوْلِهِ: ﴿الْفَاحِشَةَ﴾، وهنا يُلاحَظ أن الاسْتِفْهامَ هنا لتقريرٍ، لَكِن اُكِّدَ هَذَا الحكم بالجملةِ الَّتِي قُرِئَتْ بالاسْتِفْهامِ؛ أكد بـ (إن) و(اللام): ﴿أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ﴾ وهَذَا كقولِ إخوة يُوسُف ليوسف: ﴿أَإِنَّكَ لَأَنْتَ يُوسُفُ﴾ [يوسف: ٩٠]، أي: أتُقَرِّر أنك يوسف وتؤكِّد ذلك؟ فقال: ﴿أَنَا يُوسُفُ﴾ [يوسف: ٩٠]، ففي جوابِهِ لهم إهانة لهم؛ لِأَنَّهُم طلبوا منه أن يؤكِّد لهم أَنَّهُ يوسفُ فقالوا: ﴿أَإِنَّكَ لَأَنْتَ يُوسُفُ﴾؟ فما قَالَ: (إني لأنا يوسف)، بل ﴿قَالَ أَنَا يُوسُفُ﴾ فحذف التأكيدات استهانةً بهم.
فالحاصل: أن الاسْتِفْهام إذا تلاه التأكيد لا يُخرِجه عن معنى الاسْتِفْهامِ، بل كأنَّ المُسْتَفْهِم يطلب من المُسْتَفْهَم منه تأكيد الجملة، لكِن في هَذِهِ المسألة الاسْتِفْهام للتقرير، يقرر مَعَ التأكيدِ، ولهَذَا قَالَ لهم: ﴿إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ﴾ [الأعراف: ٨١].

1 / 318