254

Tafsir al-Uthaymeen: An-Naml

تفسير العثيمين: النمل

प्रकाशक

مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية

संस्करण संख्या

الأولى

प्रकाशन वर्ष

١٤٣٦ هـ - ٢٠١٥ م

प्रकाशक स्थान

المملكة العربية السعودية

शैलियों

الآية (٤٦)
* * *
* قَالَ اللهُ ﷿: ﴿قَالَ يَاقَوْمِ لِمَ تَسْتَعْجِلُونَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ لَوْلَا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (٤٦)﴾ [النمل: ٤٦].
* * *
قَالَ المُفَسِّر: [﴿قَالَ﴾ للمكذبين: ﴿يَاقَوْمِ لِمَ تَسْتَعْجِلُونَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ﴾ أي: بالعذابِ قبلَ الرَّحْمَةِ؛ حَيْثُ قلتم: إن كَانَ ما أتيتنا به حقًّا فأْتِنا بالعذابِ].
قوله: ﴿لِمَ تَسْتَعْجِلُونَ﴾ الاسْتِفْهام هنا للإنكارِ والتوبيخِ والتعجُّب، يعني أَنَّهُ يُوَبِّخُهم وينكر عليهم هَذَا الأَمْرَ ويتعجب من حالهِم؛ لِأَنَّ حال العاقلِ أن يستعجلَ بالحسنةِ قبلَ السيئةِ، لا أن يستعجلَ بالسيئةِ قبلَ الحسنةِ، لكِن السفيه -والعياذ بالله- سفيهٌ، مثلما قالت قريشٌ: ﴿اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (٣٢)﴾ [الأنفال: ٣٢]، ما قَالُوا: إن كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقّ فاهْدِنا إليه، قَالُوا: ﴿اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (٣٢)﴾ [الأنفال: ٣٢]، ما قَالُوا: إن كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقّ فاهدنا إليه، قَالُوا: ﴿فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا﴾، وهَذَا - نسأل الله العافية - فِي غايةِ ما يَكُونُ مِنْ الاستكبار والاستهتارِ، هَؤُلَاءِ يستعجلون بالسيئةِ قبلَ الحسنةِ وَيقُولُونَ: ﴿ائْتِنَا بِعَذَابِ اللَّهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ﴾ [العنكبوت: ٢٩]، وهَذَا التحدِّي من أعداء الرُّسُلِ للرسلِ يَدُلّ عَلَى تماديهم فِي العنادِ وأنهم غيرُ مُؤْمِنيِنَ،

1 / 258