Tafsir Al-Uthaymeen: Al-Kahf

Muhammad ibn Salih al-Uthaymeen d. 1421 AH
49

Tafsir Al-Uthaymeen: Al-Kahf

تفسير العثيمين: الكهف

प्रकाशक

دار ابن الجوزي للنشر والتوزيع

संस्करण संख्या

الأولى

प्रकाशन वर्ष

١٤٢٣ هـ

प्रकाशक स्थान

المملكة العربية السعودية

शैलियों

﷿ فوق كل شيء، ومع ذلك سمع قولها ومحاورتها للرسول ﷺ، وفيه الإيمان بأن الله تعالى ذو بصر نافذ لا يغيب عنه شيء وذو سمع ثاقب لا يخفى عليه شيء، والإيمان بذلك يقتضي للإنسان ألا يُري ربَّه ما يكرهه ولا يُسمعه ما يكرهه؛ لأنك إن عملت أي عمل رآه وإن قلت أي قول سمعه، وهذا يوجب أن تخشى الله ﷿ وألا تفعل فعلًا يكرهه ولا تقول قولًا يكرهه الله ﷿، لكن الإيمان ضعيف، فتجد الإنسان عندما يريد أن يقول أو أن يفعل؛ لا يخطر بباله أن الله يسمعه أو يراه إلَاّ إذا نُبِّه، والغفلة كثيرة، فيجب علينا جميعًا أن ننتبه لهذه القضية العظيمة. (مَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ) قوله: (مَا لَهُمْ) هل الضمير يعود على أصحاب الكهف أو على من هم في السموات والأرض؟ الجواب: الثاني هو المتعين، يعني ليس لأحد ولي من دون الله، حتى الكفار وليهم الله وحتى المؤمنون وليهم الله ﷿ قال الله تعالى: (حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لا يُفَرِّطُونَ) (الأنعام: الآية ٦١» ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلاهُمُ الْحَقِّ) (الأنعام: الآية ٦٢). والله ولي كُلِّ أحد، وهذه هي الولاية العامة، أليس الله تعالى يرزق الكافرين وينمي أجسامهم وييسر لهم ما في السموات والأرض، وسخر الشمس والقمر والنجوم والأمطار؟! هذه ولاية، ويتولى المؤمنين أيضًا بذلك؛ لكن هذه ولاية عامة. أما الولاية الخاصة، فهي للمؤمنين. قال تعالى: (اللَّهُ وَلِيُّ

1 / 53