148

Tafsir al-Uthaymeen: Al-Imran

تفسير العثيمين: آل عمران

प्रकाशक

دار ابن الجوزي للنشر والتوزيع

संस्करण संख्या

الثالثة

प्रकाशन वर्ष

١٤٣٥ هـ

प्रकाशक स्थान

المملكة العربية السعودية

शैलियों

الآبدين (^١)، وهذا أهون أهل النار عذابًا -أجارني الله وإياكم منها- ولم نعلم أن كافرًا نفعت فيه الشفاعة على الإطلاق، بمعنى أنه سلم من العذاب أبدا، ولم نعلم أن كافرًا خفف عنه العذاب بالشفاعة إلا أبا طالب. ٤ - أن الإنسان قد يغره ما هو عليه من الدين؛ لقوله: ﴿وَغَرَّهُمْ فِي دِينِهِمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ﴾، فيغتر بأنه يصلي ويزكي ويصوم ويحج، ثم يقول في نفسه: لن أعذب. وهذا قصور في النظر؛ لأنه ليس الشأن أن تصلي أو تزكي أو تصوم أو تحج، الشأن كل الشأن أن يقبل منك هذ العمل. كم من عامل ليس له من عمله إلا التعب لوجود مبطل سابق أو لاحق. فالسابق كعدم الإخلاص مثلًا، واللاحق: كالإعجاب بالعمل، والإدلال به على الله ﷿، وأن يرى الإنسان لنفسه حقًّا على ربِّه. وقد يبتلى الإنسان بالبدعة! ! كم من أناس يحبون الخير وعندهم رغبة ومحبة لله ورسوله، ولكن لجهلهم يبتدعون في دين الله ما ليس منه، فيكون عملهم مردودًا؛ لأن من شرط قبول العمل أن يكون موافقًا لما جاء به الرسول ﵊؛ لقوله ﷺ: "من عمل عملًا ليس عليه أمرنا فهو رد" (^٢).

(^١) أخرجه البخاري، كتاب مناقب الأنصار، باب قصة أبي طالب، رقم (٣٨٨٣). ومسلم، كتاب الإيمان، باب شفاعة النبي ﷺ لأبي طالب والتخفيف عنه بسببه، رقم (٢٠٩). (^٢) أخرجه مسلم، كتاب الأقضية، باب نقض الأحكام الباطلة ومحدثات الأمور، رقم (١٧١٨).

1 / 150