236

Tafsir Al-Uthaymeen: Al-Furqan

تفسير العثيمين: الفرقان

प्रकाशक

مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية

संस्करण संख्या

الأولى

प्रकाशन वर्ष

١٤٣٦ هـ

प्रकाशक स्थान

المملكة العربية السعودية

शैलियों

استيلاءً يَلِيق بِهِ، وإنما يَكُون مثل هذَا التعبيرِ فيما إذا جُعل الاستواءُ صفةً، ليستْ صِفَة ملك، بل صِفَة فعل، فيقول: [استواء يليق بِهِ]، لكِن مع هذَا لَيْسَ هذَا التفسيرُ بكاملٍ، وكان عليه أن يقولَ: عَلَا عَلَى وجهٍ يَليق به.
وَلَوْ قِيلَ: إن المُفَسِّر يجمع بَيْنَ الرأيينِ؟
نقول: لا، لو أرادَ استوى بمعنى استولَى لصرَّحَ بِهِ، مثلما قَالَ فِي قوله تَعَالَى: ﴿وَجَاءَ رَبُّكَ﴾ [الفجر: ٢٢]، فسَّرَها بقولِه: جاءَ أمرُ رَبِّكَ.
لَوْ قَالَ قَائِلٌ: المُفَسِّر ﵀ يُؤَوِّلُ آياتِ العُلُوّ، فكيف نُوَجِّه قولَه: [استواء يليق به]؟
على كلِّ حالٍ كَلامه هنا لا يدلُّ لا عَلَى إثباتٍ ولا عَلَى نفيٍ، لكِن فيما أَعتقِدُ أنَّهُ يدل عَلَى التفسيرِ، بمعنى العلوِّ؛ لِأَنَّ الاستيلاءَ لا يُقال: إِنَّهُ استيلاء يَلِيق بِهِ، لا يُتَصَوَّر هذَا، لو أراد استولَى لقالَ: استوى بمعنى استولَى، مثل قولِه ﷾: ﴿وَجَاءَ رَبُّكَ﴾ [الفجر: ٢٢]، فقد فسَّره بقولِه: جاء أمرُ ربِّك، لكِن معَ ذلك ما فسَّرها كما يَنْبَغِي، وكان الَّذِي يَنبغي أن يقولَ: ﴿اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ﴾ عَلَا عليه علوًّا يَلِيق بِهِ، وأنا تَتَبَّعْتُ الَّتِي قبلها فِي مواضعَ وجدتُه يقول هذَا، فأقول: إني استغربتُ هذَا، معَ أنَّهُ هو لا يُقِرُّ بالعلوِّ الذَّاتيِّ، وهذا من الغرائبِ، يَعْنِي تعتبر طَريقة متناقضةً بالنسبةِ للمؤلِّف.
عَلَى كلِّ حال قوله: [استواء يليق به] معناه صحيحٌ، لكِن يحتاج إِلَى تكميلٍ، وهو أن يصرِّح ويوضِّح معنى الاستواء، ﴿اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ﴾ علا عليه عَلَى وجهٍ يَليق به.
فَإِذَا قَالَ قَائِلٌ: أليسَ اللَّهُ عاليًا عَلَى جميعِ المخلوقاتِ؟

1 / 241