197

تفسير الشعراوي

تفسير الشعراوي

शैलियों

يقول بعض الناس كيف ذلك ووالد إبراهيم كان غير مسلم.. ورسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

" أنا سيد ولد آدم "

فإذا قال أحدهم كيف هذا وأبو إبراهيم عليه السلام كان مشركا عابدا للأصنام.. نقول له لم يكن آزر أبا لإبراهيم وإنما كان عمه، ولذلك قال القرآن الكريم " لأبيه آزر " وجاء بالاسم يريد به الأبوة غير الحقيقية.. فأبوة إبراهيم وأبوة إسحاق معلومة لأولاد يعقوب.. ولكن إسماعيل كان مقيما في مكة بعيدا عنهم، فلماذا جاء اسمه بين إبراهيم وإسحاق؟ نقول جاء بالترتيب الزمني لأن إسماعيل أكبر من إسحاق بأربعة عشر عاما.. وكونه وصف الثلاثة بأنهم آباء.. إشارة لنا من الله سبحانه وتعالى أن لفظ الأب يطلق على العم.. والله تبارك وتعالى يريدنا أن نتنبه لمعنى كلمة آزر.. ويريد أن يلفتنا أيضا إلى أن تعدد البلاغ عن الله لا يعني تعدد الآلهة.. لذلك قال سبحانه: { إلها واحدا } [البقرة: 133]..

[2.134]

وقوله تعالى: " خلت " أي انفردت. وخلا فلان بفلان أي انفرد به.. وخلا المكان من نزيله أي أصبح المكان منفردا، والنزيل منفردا ولا علاقة لأحدهما بالآخر.. الله تبارك وتعالى يقول:

وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزئون

[البقرة: 14]. أي انفردوا هم وشياطينهم ولم يعد في المكان غيرهم ولقد قلنا إن كل حدث لابد أن يكون له محدث، ولا حدث يوجد بذاته، وكل حدث يحتاج إلى زمان ويحتاج إلى مكان.. فإذا قال الحق تبارك وتعالى: { تلك أمة قد خلت } فمعناه إنه انقضى زمانها وانفرد عن زمانكم. والمقصود بقوله تعالى: { تلك أمة قد خلت } [البقرة: 134] أي انتهى زمانها.. وتلك اسم إشارة لمؤنث مخاطب وأمة هي المشار إليه، والخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم ولعامة المسلمين.. والله سبحانه وتعالى حين يقول: { تلك أمة } [البقرة: 134] فكأنها مميزة بوحدة عقيدتها ووحدة إيمانها حتى أصبحت شيئا واحدا.. ولذلك لابد أن يخاطبها بالوحدة.. واقرأ قوله تعالى:

إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون

[الأنبياء: 92]. وتلك هنا إشارة لأمة إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب.. هم جماعة كثيرة لهم عقيدة واحدة. وقوله تعالى: { لها ما كسبت ولكم ما كسبتم } [البقرة: 134].. أي تلك جماعة على دين واحد تحاسب عما فعلته كما ستحاسبون أنتم على ما فعلتم.. ولكن الله سبحانه وتعالى يقول:

إن إبراهيم كان أمة..

अज्ञात पृष्ठ