125

Tafsir Al-Samin Al-Halabi - From Ayah 138 of Surah Al-Imran to the End of the Surah

ترجيحات السمين الحلبي - من آية ١٣٨ سورة آل عمران إلى آخر السورة

शैलियों

الغُدوُّ والرواح.
• فالجواب أنهما نادران، وبتقدير عدم الندور يُخرَّج الأول على أنه أخبر عن الحاجبين بـ (معيَّن)، لأنهما جريا مجرى الشي الواحد؛ نحو قوله:
بها العينان تنهلُّ
وعن الثاني بأن غُدوُّها ورواحُها ظرفان؛ أي: في غُدوُّها.
وإن أعربوا ﴿نعاسًا﴾ مفعولًا لأجله لزم الفصل بين الصفة والموصوف بالمفعول له.
وكذا إن أعربوه مفعولًا به و﴿أمَنَة﴾ حال لزم الفصل أيضًا، وفي جوازه نظر.
فالأحسن حينئذ أن تكون هذه الجملة استئنافية جوابًا لسؤال مقدَّر؛ كأن قائلًا قال: ما حكم هذه الأمنة؟ فأُجيب بقوله: تغشى طائفة" (^١).
ترجيح السمين الحلبي ووجه الترجيح:
يرجِّح السمين الحلبي أن الجملة في قوله تعالى ﴿تغشى طائفة منكم﴾ هي جملة استئنافية وليست صفةً لما قبلها، ويظهر ذلك من وجهين (^٢):
الأول: صيغة التفضيل لهذا القول، وذلك في قوله (فالأحسن).
الثاني: أنه ذكر الإشكالات على القول الآخر وفصَّل في ذلك حتى استوفى جميع الوجوه، فهو يمنع من القول الآخر مطلقًا بسبب هذه الإشكالات.
دراسة المسألة:
١) مذاهب أهل العلم في المسألة:
قليلٌ من أهل العلم من تعرَّض لهذه المسألة بالتفصيل، وإنما ذكر أهل العلم أن التاء في ﴿تغشى﴾ ترجع إلى الأمَنَة (^٣)، ولم يذكروا وجهها في الإعراب؛ هل هي تابعةٌ لما قبلها أم لا.

(^١) القول الوجيز، (آل عمران: ١٠٦ – ١٥٦)، تحقيق: يعقوب مصطفى سي (ص: ٤٣٥ – ٤٣٧).
(^٢) وهذان الوجهان مذكوران في الدر المصون أيضًا (٣/ ٤٤٥ – ٤٤٦).
(^٣) ينظر في معاني القرآن للفراء (١/ ٢٤٠)، وتفسير الطبري (٦/ ١٦٠)، ومعاني القرآن وإعرابه للزجاج (١/ ٤٧٩)، والحجة لأبي علي الفارسي (٣/ ٨٩)، والبيان لأبي البركات الأنباري (١/ ٢٢٦).

1 / 125