Tafsir al-Quran al-Azim - Al-Sakhawi
تفسير القرآن العظيم - السخاوي
संपादक
د موسى علي موسى مسعود، د أشرف محمد بن عبد الله القصاص
प्रकाशक
دار النشر للجامعات
संस्करण
الأولى
प्रकाशन वर्ष
١٤٣٠ هـ - ٢٠٠٩ م
शैलियों
﴿وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجاتٍ﴾ يريد به: النبي ﷺ فذكره بالكناية دون التصريح باسمه؛ لأنه العلم المشهور الذي لا يلتبس، وهو المفضل بالدرجات حتى عدت معجزاته وآياته ألفا.
وفي تأييد عيسى بروح القدس وجهان: أحدهما: أنه روح عيسى الطاهرة. والثاني: أنه جبريل وكل بحفظه.
﴿الْحَيُّ﴾ الواجب الحياة ﴿الْقَيُّومُ﴾ القائم بمصالح كل شيء، والسنة: النعاس؛ قال الشاعر [من الكامل]:
وسنان أرصده النّعاس فرنّقت ... في عينه سنة وليس بنائم (^١)
وقدم السنة على النوم، وهو عكس الترقي؛ كقوله: ﴿لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ﴾ أي: لا تسلبه صحة النظر السنة، ولا أقوى منها، وهو النوم. وهذا ترق صحيح وهذا مكمل لقيوميته، كما جاء في الحديث: «إن الله لا ينام، ولا ينبغي له أن ينام» (^٢).
ولا يتجاسر أحد على الشفاعة عنده إلا بالإذن. يعلم ما سبق من أمور خلقه، وما يأتي، ولا يعلمون من معلوماته ﴿إِلاّ بِما شاءَ﴾ أن يعلمهم إياه. ﴿وَسِعَ كُرْسِيُّهُ﴾ أي: ملكه، وقيل: علمه، مأخوذ من كرسي الملك، والعالم. وقيل: الكرسي مخلوق، ليس بعد العرش أعظم منه والسماوات والأرض بالنسبة إليه كحلقة في فلاة (^٣). ﴿وَلا يَؤُدُهُ﴾ أي: ولا يثقله القيام بمصالح كل ذلك. وفي آية الكرسي ستة عشر اسما، ما بين ظاهر
(^١) البيت لعدي بن الرقاع، ينظر في: تاج العروس (نعس)، تهذيب اللغة للأزهري (نعس)، الكشاف للزمخشري (١/ ٣٠٠)، جمهرة اللغة (ص: ٨٦٣)، ديوان عدي بن الرقاع (ص: ١٠٠)، لسان العرب (نعس) وأقصده النعاس: أصابه. ورنقت: كدرت.
(^٢) رواه مسلم رقم (١٧٩)، وأحمد في المسند (٤/ ٣٩٥)، وابن ماجه رقم (١٩٠) عن أبي موسى الأشعري ﵁.
(^٣) رواه الطبري في تفسيره (٣/ ١٠)، وذكره السيوطي في الدر المنثور (٢/ ١٧) ونسبه لأبي الشيخ في العظمة وابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات عن أبي ذر أنه سأل النبي ﷺ عن الكرسي، فقال: «يا أبا ذر ما السماوات السبع والأرضون السبع عند الكرسي إلا كحلقة ملقاة بأرض فلاة وإن فضل العرش على الكرسي كفضل الفلاة على تلك الحلقة». وصححه الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة (١/ ٢٢٣) رقم (١٠٩) وقال: لا يصح في صفة الكرسي غير هذا الحديث وأنه أعظم المخلوقات بعد العرش وأنه جرم قائم بنفسه وليس شيئا معنويّا.
1 / 119