390

तफ़्सीर

تفسير النسفي

संपादक

يوسف علي بديوي

प्रकाशक

دار الكلم الطيب

संस्करण संख्या

الأولى

प्रकाशन वर्ष

1419 अ.ह.

प्रकाशक स्थान

بيروت

शैलियों

व्याख्या
ولو كان ذلك بسبب سؤال الرؤية لكان موسى بذلك أحق فإنه قال رب أرنى انظر اليك وما أخدته الصاعقة بل أطمعه وقيده بالممكن ولا يعلق بالممكن إلا ما هو ممكن الثبوت ثم أحياهم ﴿ثُمَّ اتخذوا العجل﴾ إلهًا ﴿مِن بَعْدِ ما جاءتهم البينات﴾ التوارة والمعجزات التسع ﴿فَعَفَوْنَا عَن ذلك﴾ تفضلًا ولم نستأصلهم ﴿وآتينا مُوسَى سلطانا مُّبِينًا﴾ حجة ظاهرة على من خالفه
وَرَفَعْنَا فَوْقَهُمُ الطُّورَ بِمِيثَاقِهِمْ وَقُلْنَا لَهُمُ ادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُلْنَا لَهُمْ لَا تَعْدُوا فِي السَّبْتِ وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا (١٥٤)
﴿وَرَفَعْنَا فَوْقَهُمُ الطور بميثاقهم﴾ بسبب ميثاقهم ليخافوا فلا ينقضوه ﴿وقلنا لهم﴾ والطور مظل عليهم ﴿ادخلوا الباب سُجَّدًا﴾ أي ادخلوا باب ايلياء مطأطئين عند الدخول رؤسكم ﴿وَقُلْنَا لَهُمْ لاَ تَعْدُواْ﴾ لا تجاوزوا الحد تعدوا ورش تعدزت بإسكان العين وتشديد الدال مدني غير ورش وهما مدغمًا تعتدوا وهي قراءة أبي إلا أنه أدغم التاء في الدال وأبقى العين ساكنة في رواية وفي رواية نقل فتح التاء إلى العين ﴿فِى السبت﴾ بأخذ السمك ﴿وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ ميثاقا غَلِيظًا﴾ عهدًا مؤكدًا
فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِمْ بِآيَاتِ اللَّهِ وَقَتْلِهِمُ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا (١٥٥)
﴿فبما نقضهم﴾ أى فبنقضهم وما مزيدة للتوكيد والباء يتعلق بقوله حرمنا عليهم طيبات تقديره حرمنا عليهم طيبات بنقضهم ميثاقهم وقوله فبظلم من الذين هادوا بدل من قوله فبما نقضهم ﴿ميثاقهم﴾ ومعنى التوكيد تحقيق أن تحريم الطيبات لم يكن إلا بنقض العهد وما عطف عليه من الكفر وقتل الأنبياء وغير ذلك ﴿وكفرهم بآيات الله﴾ أي معجزات موسى ﵇ ﴿وَقَتْلِهِمُ الأنبياء﴾ كزكريا ويحيى وغيرهما ﴿بِغَيْرِ حَقٍّ﴾ بغير سبب يستحقون به القتل ﴿وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ﴾ جمع أغلف أي محجوبة لا يتوصل إليها شيء من الذكر والوعظ ﴿بَلْ طَبَعَ الله

1 / 412