352

तफ़्सीर

تفسير النسفي

संपादक

يوسف علي بديوي

प्रकाशक

دار الكلم الطيب

संस्करण संख्या

الأولى

प्रकाशन वर्ष

1419 अ.ह.

प्रकाशक स्थान

بيروت

शैलियों

व्याख्या
وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا (٧٥)
﴿وَمَا لَكُمْ﴾ مبتدأ وخبر وهذا الاستفهام في النفي للتنبيه على الاستبطاء وفي الإثبات للإنكار ﴿لاَ تقاتلون فِى سَبِيلِ الله﴾ حال والعامل فيها الاستقرار كما تقول مالك قائمًا والمعنى وأشىء لكم تاركين القتال وقد ظهرت دواعيه ﴿والمستضعفين﴾ مجرور بالعطف على سبيل الله أي في سبيل الله وفي خلاص المستضعفين أو منصوب على الاخت منه أي واختص من سبيل الله خلاص المستضعَفين من المستضعِفين لأن سبيل الله عام في كل خير وخلاص المسلمين من أيدي الكفار من أعظم الخير وأخصه والمستضعفون هم الذين أسلموا بمكة وصدهم المشركون عن الهجرة فبقوا بين أظهرهم مستذلين مستضعفين يلقون منهم الأذى الشديد ﴿مِنَ الرجال والنساء والولدان﴾ ذكر الولدان تسجيلًا بإفراط ظلمهم حيث بلغ أذاهم الولدان غير المكلفين ارغاما لا بائهم وأمهاتم ولأن المستضعفين كانوا يشركون صبيانهم في دعائهم استنزالًا لرحمة الله بدعاء صغارهم الذين لم يذنبوا كما فعل قوم يونس ﵇ عن ابن عباس رضى الله عنهما كنت أنا وأمي من المستضعفين من النساء والولدان ﴿الذين يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هذه القرية﴾ يعني مكة ﴿الظالم أَهْلُهَا﴾ الظالم وصف للقرية إلا أنه مسند إلى أهلها فأعطي إعراب القرية لأنه صفتها وذكر لإسناده إلى الأهل كما تقول من هذه القرية التي ظلم أهلها ﴿واجعل لَّنَا مِن لَّدُنْكَ وَلِيًّا﴾ يتولى أمرنا ويستنقذنا من أعدائنا ﴿واجعل لَّنَا مِن لَّدُنْكَ نَصِيرًا﴾ ينصرنا عليهم كانوا يدعون الله بالخلاص ويستنصرونه فيسر الله لبعضهم الخروج إلى المدينة وبقي بعضهم إلى الفتح حتى جعل الله لهم من لدنه خير ولي وناصر وهو محمد ﵇ فتولاهم أحسن التولي ونصرهم أقوى

1 / 374