137

Tafsir Ahmed Hateeba

تفسير أحمد حطيبة

शैलियों

قصة يونس ﵇ مع قومه من قصة سيدنا يونس ﵇ ما ذكر الله ﷿ هنا: «وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا» يعني: غضبان لله ﷾، قالوا: مغاضبًا لأجل ربه؛ لأن قومه عصوا ربهم ﷾. والله ﷾ بعثه إلى أهل نينوى وهي بلدة من أرض الموصل في العراق، فدعاهم إلى الله فترة طويلة فلم يستجيبوا له وكذبوه، فوعدهم بنزول العذاب في وقت معين، وخرج عنهم مغاضبًا لهم، ولكن خروجه هنا كان بغير إذن من الله سبحانه، يقول سبحانه: «فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ»، يعني: نضيق عليه. وهنا قراءة الجمهور، «فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ»، وقراءة يعقوب: «فَظَنَّ أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ» أي: أن لن يضيق عليه في أمر دعوته إلى الله ﷿، فخرج بغير إذن من ربه، وهنا تعلم منه النبي ﷺ أنه لا يخرج مهاجرًا من بلده مع إيذاء الكفار له حتى يأتي الإذن من الله ﷾. فيونس ﵊ خرج مغاضبًا لقومه، فلما رأوا آثار العذاب، وأن العذاب آت من عند الله ﷿، ويونس ﵇ قد خرج وتركهم خضعوا وتضرعوا لربهم ﷾، قال ربنا سبحانه: ﴿فَلَوْلا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ﴾ [يونس:٩٨]. فقوله: «فَلَوْلا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا» أي: هلا كانت قرية آمنت فانتفعت بإيمانها قبل أن يأتي العذاب، إلا قوم يونس لما رأوا العذاب نفعهم الإيمان قبل أن ينزل العذاب؛ لأنهم خشعوا لله وتضرعوا لله ﷾، وعرفوا أن نبيهم صادق، فالله ﷿ ذكر أنهم الوحيدون الذين كشف عنهم العذاب قبل أن ينزل عليهم، فرحمهم الله وكشف عنهم العذاب.

12 / 8