قَوْمُ همُ الأنْفُ والأذْنابُ غَيرُهُمُ ... وَمَنْ يُسَوِّي بأنْفِ النَّاقَةِ الذَّنَبا
ويقال إن الحطيئة مدح بهذا قومًا كانوا ينبزون بأنف الناقة فيكرهونه فلما قال فيهم هذا فخروا بلقبهم وصار منقبة عندهم بعد ما كان مثلبة.
قال الشيخ: الفَرْقُ أولى بهذا البيت من الأنف، لأنه يساويه في أنهما شعر ويخالف بيت الحطيئة: إذا قال الفرق لأنه إذا قال الأنف كان قد أخذ لفظه ومعناه، وإذا قال الفرق فقد أخذ المعنى دون اللفظ.
أماتَ رِياحَ اللُّؤْمِ وَهِيَ عَواصِفُ ... ومَغْنَى العُليَ يُودي ورسْمُ النَّدى يَعْفُو
قال الشيخ: استعار للرياح كما استعاروا لها المرض، فقالوا ريح مريضة أي ضعيفة، وجعل لؤم رياحًا عاصفة لأن اللؤم مذموم، وكذلك الريح العاصفة ليس فيها فائدة، والواو في قوله) ومغنى (في معنى إذ، أي أمات رياح اللؤم وهي تعصف فتودي بمعنى العلى وتعفى رسم الندى.
وَلا الضّعْفَ حتى يتْبَعَ الضّعفَ ضِعفهُ ... ولا ضِعْفَ ضِعْفِ الضِّعفِ بل مثله ألفُ
قال ابن جني: الهاء في) مثله (تعود على) ضعف الضعف (ونصب مثله لأنه نعت نكرة مرفوعة قدم عليها على الحال منها والنكرة قوله) ألف (.
قال الشاعر: لَخولةَ مُوحِشًا طَلَلُ ومن أبيات أولها: ومَنْتَسِبٍ عِنْدي إلى مَنْ أوَدُّهُ
فإنْ يكُنِ الفعْلُ الذي سَاءَ واحِدًا ... فأفْعالُهُ اللاَّتِي سَرَرْنَ ألُوفُ
قال ابن جني يقال في المؤنث اللاتي واللاء واللتي واللت واللت، وفي التثنيه اللتان واللتا واللتان، وجمع التي اللاتي واللواتي واللوا، كل ذلك من كلام العرب معروف وردت به أشعارهم.
حرف القاف
ومن التي أولها:
أيَدري الرَّبْعُ أيَّ دَمٍ أراقَا
قوله:
وَقدْ أخَذَ التَّمامَ البَدْرُ فيهم ... وأعْطانِي منَ السَّقَمِ المِحاقَا
قال ابن جني: أي كمل في حسنه فأسقمني.
وقال الشيخ: قوله) وقد أخذ التمام البدر فيهم (يحتمل وجهن: أحدهما أن يكون الذي عنى جماعة كل واحد منها كأنه بدر تمام، والآخر: أن يكون عنى واحدًا بعينه.
أباحَ الوَحْشَ يا وَحْشُ الأعادِي ... فَلِمْ تَتَعَرَّضينَ له الرّفاقَا
قال ابن جني: كان ربما أنشده) أباحك أيها الوحش الأعادي (والمعنيان واحد وقوله) فلم تتعرضين له الرفاقا (أي لم تتعرضين الرفاق التي تقصده يعني نفسه وأصحابه ومن يجري مجراه.
وقال الشيخ أبو العلاء: الرفاق في هذا البيت يحتمل أن يكون مصدر رافقت ويجوز أن يكون جمع رفقة، والمصدر أولى به من الجمع، وإذا جعل جمع رفقة فالمعنى لم تتعرض الرفاق التي تصحبه وهي له كالملك.
ومن التي أولها:
لِعَيْنَيْكَ ما يَلْقَى الفُؤادُ وما لَقِي ... وللبَين ما لم يَبْقَ مِنّي وما بَقِي
قال الشيخ: قوله) ما يلقى الفؤاد (في موضع رفع بالابتداء والتقدير ما يلقى الفؤاد من أجل عينيك.
ومن التي أولها: تَذكَّرْتُ ما بين العُذّيْبِ وَبارِقِ
وجَائِزَةُ دَعْوى المَحَبَّةِ والهَوَى ... وإن كانَ لا يُخْفَى كَلامُ المُنافِقِ
وقال ابن جني: جائزة مرفوعة لأنها خبر دعوى المحبة، كأنه قال: دعوى المحبة جائزة، ثم عطف الجملة بالواو على ما قبلها، وهو تعريض بمشيخة بني كلاب إذ طرحوا أنفسهم على سيف الدولة لما قصدهم.
أتاهُمُ بها حَشْوَ العَجاجَةِ والقنا ... سَنابِكُها تَحْشو بُطَونَ الحَمالِقِ
قال ابن جني: الهاء في بها للخيل وإن لم يجر ذكر، الجيش دل على الخيل، وقوله) حشو العجاجة والقنا (أي أتاهم الخيل والعجاجة متكاثفة، والقنا متضاغط كأنها قد حشيت حشوًا، فسنابك الخيل بطون الجفون بالعجاجة، ونصب حشو العجاجة على الحال كأنه قال محشوة.
أتَى الظُّعْنَ حتى ما تَطيرُ رَشاشَةُ ... مِنَ الخيل إلاَّ في نُحورِ العَوَاتِقِ
قال ابن جني: الظعن جمع ظعينة، وهي المرأة ما دامت في هودجها، أي لحقوا بنسائهم فكانوا إذا طعنوا تنضح الدم في نحور النساء، وإذا لحقوا بالعواتق فهو أعظم من لحاقهم بغيرهن.
ومن التي أولها: أَتُرَاها لِكَثْرَةِ العُشَّاقِ قوله: أنْتِ مِنَّا فَتَنْتِ نَفْسَكِ عُوفيتِ من ضَنىً واشِتياقِ
1 / 52