116
قوله : { وقالوا اتخذ الله ولدا سبحانه } ينزه نفسه عما يقولون . ثم قال : { بل له ما في السماوات والأرض كل له قانتون } . أي مقرون بالعبودية . وقال بعضهم : يعني اليهود والنصارى ومشركي العرب ، كل له قانتون ، أي : كل له قائم بالشهادة بأنه عبد له . وإنما خص المفسر ، وهو الحسن ، اليهود والنصارى ومشركي العرب لأنهم هم الذين كانوا بحضرة النبي عليه السلام يومئذ . وقال في آية أخرى : { ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله } [ الزخرف : 87 ] وقال الكلبي : { كل له قانتون } أي : مطيعون في الآخرة ، أي فلا يقبل ذلك منهم إذا لم يكونوا آمنوا في الدنيا .
قوله : { بديع السماوات والأرض } أي : أنه ابتدعها من غير مثال . { وإذا قضى أمرا فإنما يقول له } قبل أن يكون { كن فيكون } .
قوله : { وقال الذين لا يعلمون } وهم مشركو العرب { لولا يكلمنا الله أو تأتينا ءاية } هو كقوله : { فليأتنا بآية كما أرسل الأولون } [ الأنبياء : 5 ] وكقوله : { أو تأتي بالله والملائكة قبيلا } [ الإسراء : 92 ] وكقوله : { لولا أنزل علينا الملائكة أو نرى ربنا } [ الفرقان : 21 ] . قال الله : { كذلك قال الذين من قبلهم مثل قولهم } أي مثل قوم موسى إذ قالوا : { أرنا الله جهرة } [ النساء : 153 ] وما سألوه من الآيات . قال الله : { تشابهت قلوبهم } أي على الكفر ، وهو كقوله : { يضاهؤون قول الذين كفروا من قبل } [ التوبة : 30 ] ، وكقوله : { أتواصوا به بل هم قوم طاغون } [ الذاريات : 53 ] .
قوله تعالى : { إنا أرسلناك } يعني محمدا عليه السلام { بالحق بشيرا } أي بشيرا بالجنة لمن أطاعك { ونذيرا } أي من النار لمن عصاك . { ولا تسأل عن أصحاب الجحيم } أي : لا تسأل عنهم إذا أقمت عليهم الحجة . وهي تقرأ على وجه آخر : ( لا تسأل عن أصحاب الجحيم ) . فمن قرأها بالنصب قال : النبي عليه السلام كان سأل عن أمه فأنزل الله : { ولا تسأل عن أصحاب الجحيم } .
पृष्ठ 52