351

तफ़्सीर

تفسير الهواري

शैलियों

33

قوله : { قد نعلم إنه ليحزنك الذي يقولون } أي إنك ساحر وإنك شاعر ، وإنك كاهن وإنك مجنون { ولكن الظالمين } يعني المشركون { بآيات الله يجحدون } أي يكذبون .

وقال الكلبي : إن رسول الله A لما تظاهرت عليه قريش بالتكذيب شق عليه ذلك وحزن ، فأخبره الله أنهم لا يكذبونك وقد عرفوا أنك صادق ، { ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون } . وهي مثل قوله : { وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا فانظر كيف كان عاقبة المفسدين } [ النمل : 14 ] .

قوله : { ولقد كذبت رسل من قبلك فصبروا على ما كذبوا وأوذوا حتى أتاهم نصرنا ولا مبدل لكلمات الله } أي سينصرك الله ويظهر دينك كما نصر الرسل الذين كذبوا من قبلك { ولقد جاءك من نبإى المرسلين } أي من أخبار المرسلين أنهم قد نصروا بعد الأذى وبعد الشدائد . قال [ في آية أخرى ] : { وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين ءامنوا معه متى نصر الله } قال الله : { ألا إن نصر الله قريب } [ البقرة : 214 ] . فأتاهم الله بنصره .

قوله : { وإن كان كبر عليك إعراضهم } عنك وتكذيبهم إياك { فإن استطعت أن تبتغي نفقا في الأرض } أي سربا فتدخل فيه { أو سلما في السماء } أي إلى السماء فترقى إليها { فتأتيهم بآية } وهذا حين سألوه الآية . قال : { ولو شاء الله لجمعهم على الهدى فلا تكونن من الجاهلين } كقوله : { ولو شاء ربك لأمن من في الأرض كلهم جميعا } [ يونس : 99 ] .

قوله : { إنما يستجيب الذين يسمعون } . قال الحسن : إنما يستجيب لك الذين يسمعون الحجة فيؤمنون . كقوله : { إنما تنذر من اتبع الذكر وخشي الرحمن بالغيب } [ يس : 11 ] . قال بعضهم : المؤمن حي؛ حي القلب ، حي النظرة ، سمع كتاب الله فعقله .

قال : { والموتى يبعثهم الله } قال الحسن : يعني بالموتى المشركين الصم ، بعثهم الله ، يعني كل من من الله عليهم بالإيمان ممن كان على الشرك؛ يبعثهم الله ، أي يحييهم من شركهم حتى يؤمنوا { ثم إليه يرجعون } يوم القيامة .

وقال مجاهد : الذين يسمعون هم المؤمنون [ يسمعون الذكر ] والموتى هم الكفار ، حتى يبعثهم الله مع الموتى [ أي مع الكفار ] .

पृष्ठ 351