334

तफ़्सीर

تفسير الهواري

शैलियों

104

قوله : { وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول قالوا حسبنا ما وجدنا عليه ءاباءنا } وهم مشركو العرب ، يعنون ما وجدوا عليه آباءهم من الشرك وعبادة الأوثان . قال الله : { أولو كان ءاباؤهم لا يعلمون شيئا ولا يهتدون } أي يطيعونهم ولو كانوا لا يعلمون شيئا ولا يهتدون .

قوله : { يا أيها الذين ءامنوا عليكم أنفسكم } أي : إذا لم يقبل منكم { لا يضركم من ضل إذا اهتديتم } ليس هذا في ضلال الكفر ، ولكن في ضلال عن الحق في الإسلام . { إلى الله مرجعكم جميعا فينبئكم بما كنتم تعملون } .

ذكر عن الحسن أنه قرأ هذه الآية فقال : اللهم لك الحمد عليها وعلى أشباهها .

وعن [ الحسن قال : قرئت هذه الآية عند ] عبد الله بن مسعود فقال : [ ليس هذا بزمانها ] قولوها ما قبلت منكم ، فإذا ردت عليكم فعليكم أنفسكم .

ذكر أبو مازن قال : قدمت المدينة في حياة عثمان بن عفان ، فرفعت إلى حلقة من أصحاب رسول الله A ، فتلا رجل من القوم هذه الآية . فقال رجل من أسن القوم : دع هذه الآية فإنما تأويلها في آخر الزمان . قال بعضهم : قد جاء تأويلها . [ إذا ] أقبل رجل على نفسه ولها من الناس إلا بخير .

ذكر شيخ من أهل دمشق قال : كنا قعودا بالجابية في مجلس فيه كعب وأبو الدرداء . فجاءهم رجل فسلم ثم جلس فقال : رأيت أمرا كرهته لله . إن صاحبه لخليق أن يعاقب وينكل . فقال رجل من القوم : أقبل على نفسك ودع الناس عنك ، إن الله قال في كتابه العزيز : { يا أيها الذين ءامنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم إلى الله مرجعكم جميعا } فقال كعب : لا تطعه ، ذب عن محارم الله ذبك عن عيبتك حتى يقع تأويل هذه الآية . فقال أبو الدرداء : متى يقع تأويلها؟ فقال : إذا رأيت كنيسة دمشق هدمت وبني مكانها مسجد فذاك من تأويلها ، وإذا رأيت العصب فذاك من تأويلها ، وإذا رأيت الكاسيات العاريات فذلك من تأويلها .

पृष्ठ 334