72
قوله : { وإذ قتلتم نفسا فادارأتم فيها } أي تدافعتم بعضكم على بعض ، أي : يحيله بعضهم على بعض { والله مخرج ما كنتم تكتمون } وقد فسرناه في قصة البقرة . ذكر قصة البقرة قبل تداريهم في قتل النفس .
قوله : { فقلنا اضربوه ببعضها كذلك يحيي الله الموتى ويريكم ءاياته لعلكم تعقلون } أي لكي تعقلوا . قال بعضهم : يريكم آياته أي عبره . وذكروا عن ابن عباس في قوله : اضربوه ببعضها ، أي : بعضدها . وقال مجاهد : بفخذها . ففعلوا فقام فأخبرهم بقاتله ، ثم مات .
قوله : { ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشد قسوة } أو في هذا الموضع بل ، أي بل هي أشد قسوة . وهو كقوله : { وأرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون } [ الصافات : 147 ] أي : بل يزيدون .
ثم قال : { وإن من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار } . واللام هاهنا صلة أي : من عيونها ما يكثر ماؤه . { وإن منها لما يشقق فيخرج منه الماء } يعني ما يتشقق فيخرج منه الماء حتى تجري منه الأنهار ، ومن عيونها ما يقل ماؤه . { وإن منها لما يهبط من خشية الله } . واللام هاهنا صلة . قال الحسن : يعني سجودها . إن الجبل يسجد لله ويسبح ، وإذا قطع منه شيء فالذي قطع لا يسجد ولا يسبح . { وما الله بغافل عما تعملون } .
وقال بعضهم : { ثم قست قلوبكم من بعد ذلك } ، أي : من بعدما أراهم الله من إحياء الموتى ومن أمر العجائب فقست قلوبهم من بعد ذلك؛ فعذر الحجارة ولم يعذر شقي ابن آدم فقال : { وإن من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار . . . . } إلى آخر الآية . { وما الله بغافل عما تعملون } .
पृष्ठ 33