242

तफ़्सीर

تفسير الهواري

शैलियों

59

قوله : { يا أيها الذين ءامنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم } قال الحسن : أولو الأمر منكم : أهل الفقة والعلم والرأي . غير واحد أنه قال : أولو الأمر منكم : العلماء .

ذكروا عن عطاء أنه قال : يا أيها الذين ءامنوا أطيعوا الله ، يعني كتابة ، وأطيعوا الرسول ، يعني ما سن رسول الله ، وأولي الأمر منكم : العلماء من كانوا ، وحيثما كانوا . وتفسير مجاهد : أولو الفقه في الدين والعقل .

ذكروا أن رسول الله A قال : « السنة سنتان : سنة في فريضة ، الأخذ بها هدى وتركها ضلالة ، وسنة في غير فريضة الأخذ بها فضيلة وتركها ليس بخطيئة » .

وكان الكلبي يقول : أولو الأمر منكم أمراء السرايا .

ذكروا أن رسول الله A قال : « من أطاعني فقد أطاع الله ، ومن أطاع أميري فقد أطاعني ، ومن عصاني فقد عصى الله ، ومن عصى أميري فقد عصاني » .

قوله : { فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول } يعني فردوه إلى كتاب الله وسنة رسوله . قال : { إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا } أي أحسن ثوابا وخير عاقبة .

وقال مجاهد : أحسن ثوابا أي : أحسن جزاء . قال هو مثل قوله : { يوم يأتي تأويله } [ الأعراف : 53 ] أي ثوابه في الآخرة .

وقال الكلبي : فإن تنازعتم في شيء ، يعني في السرية وأميرها فردوه إلى الله والرسول .

قوله : { ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم ءامنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به } .

قال الحسن : إن رجلا من المسلمين كان له على رجل من المنافقين حق فدعاه المسلم إلى رسول الله A ودعاه المنافق إلى وثن بني فلان الذي كان أهل الجاهلية يتحاكمون إليه ، وعند ذلك الوثن رجل يقول للخصمين : قضى بينكما بكذا وكذا . وإنما عبادة الوثن عبادة الشيطان . والأوثان هي الطواغيت .

وقال الكلبي : إن رجلا من المنافقين كان بينه وبين رجل من اليهود خصومة فقال اليهودي : انطلق بنا إلى محمد نختصم إليه . وقال المنافق : بل إلى كعب بن الأشرف ، وهو الذي يسمى [ هاهنا ] الطاغوت في قول الكلبي : وقال بعضهم : أراد أن يحاكمه إلى كاهن بالمدينة فقال الله : { يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به } .

قال تعالى : { ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالا بعيدا وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول رأيت المنافقين يصدون عنك صدودا } . والطاغوت الشيطان . والكاهن من أمر الشيطان . والإيمان بالشيطان كفر بالله ، والإيمان بالله كفر بالشيطان . قال الله : { فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى } [ البقرة : 256 ] .

ذكروا عن الحسن قال : قال رسول الله A :

पृष्ठ 242