16
قوله : { ويمدهم في طغيانهم يعمهون } . قال بعضهم : في ضلالهم يلعبون . وقال بعضهم : في ضلالتهم يتمادون .
قوله : { أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى } يعني اختاروا الضلالة على الهدى . وقال بعضهم : استحبوا الضلالة على الهدى . قال الله : { فما ربحت تجارتهم وما كانوا مهتدين } .
ثم ضرب مثلهم فقال : { مثلهم كمثل الذي استوقد نارا فلما أضاءت ما حوله ذهب الله بنورهم وتركهم في ظلمات لا يبصرون } . [ قال الحسن : يعني مثلهم كمثل رجل يمشي في ليلة مظلمة في يده شعلة من نار ، فهو يبصر بها موضع قدميه . فبينما هو كذلك إذ طفئت ناره فلم يبصر كيف يمشي ] وإن المنافق تكلم بلا إله إلا الله فأضاءت له في الدنيا ، فحقن بها دمه وماله وسباء ذريته ، وناكح بها المسلمين وغازاهم ووارثهم بها ، وأخذ الحقوق ، فلما جاءه الموت ذهب ذلك النور لأنه لم يحققه بعمله ولم يكمل فرضه ، فطفىء نوره القليل الذي كان معه ، وهو التوحيد ، كما طفئت النار التي استوقدها صاحبها فأضاءت ما حوله ، فبقي في ظلمة حين طفئت النار .
ثم قال : { صم } يعني عن الهدى فلا يسمعونه { بكم } عنه فلا ينطقون به { عمي } عنه فلا يبصرونه . ثم قال : { فهم لا يرجعون } أي إلى الإيمان ، يعني أنهم لا يتوبون من نفاقهم .
पृष्ठ 11