آثار ابن باديس:
أثر عنه قوله: «شغلنا تأليف الرجال عن الكتب». ولم يخلف لذلك كتبا كثيرة، ولكن ما خلفه فيه قوة وعظمة، وأصالة وتجديد، وكفاح مجسد لجهاد هذا الإمام في سبيل الله والوطن.
وكان الاستعمار يحرق كل مجلة يعز عليها إبان الثورة، أو كتابات عربية، ومن ثم فقد ضاعت كتابات كثيرة لابن باديس غير أن بعض الغيورين والمحبين دفن بعض هذه المجلات في التراب، وبعد سبع سنوات ونصف كشف عنها، فبقي البعض، وأكلت الأرضة والأتربة والطين البعض الآخر .. غير أن المجلات الباقية وفيها آثاره الباقية، أمكن أن نستخلص منها ما يلي:
١ - تفسير ابن باديس في مجالس التذكير ................................... طبع سنة ١٩٦٤م
٢ - من الهدي النبوي .................................................... طبع سنة ١٩٦٥م
٣ - رجال السلف ونساؤه ............................................... طبع سنة ١٩٦٥م
٤ - عقيدة التوحيد من القرآن والسنة .................................... طبع سنة ١٩٦٤م
٥ - أحسن القصص ...................................................... لم يطبع بعد
٦ - رسالة في الأصول .................................................... لم يطبع بعد
٧ - مجموعة كبيرة من المقالات السياسية، والاجتماعية، جمعت مع بعض ما سبق، وطبعت في كتاب.
٨ - مجموعة خطب ومقالات ابن باديس، طبعت في كتاب سنة ١٩٦٦م.
وتلاميذ ابن باديس اليوم في الجزائر هم عمد النهضة وعمادها، وهم الذين اصطلوا بنيران الثورة الجزائرية الكبرى، وكثير منهم كان الوقود لها.
وكثير منهم اليوم يفخر بأنه من تلامذة ابن باديس، وتحتفل الجزائر بذكراه في كل عام تخليدا لذكراه.
وعلى الجملة لم تذهب جهود ابن باديس سدى، لأنه لم يكن علما على شخص، وإنما كان علما على ثروة ضخمة من علوم القرآن، وفنون السنة تجمعت، وتمحصت، وعرفت طريقها الحق منذ تطوع من الزيتونة، وتصدر للجهاد، فنهض برسالته حفيا وفيا لا يتبرم بها، لأنها حاجة نفسه، ولا يتخفف منها لأنها رسالة حياته، فخلد في الحياتين:
حياة الناس بالذكر الحسن، وفي الباقية بما قدم من صالح الأعمال.
وفاته:
وبعد حياة حافلة بجلائل الأعمال، لقي عبد الحميد بن باديس ربه- راضيا مرضيا- في ٨ من ربيع الأول سنة ١٣٥٩هـ (١٦ من إبريل سنة ١٩٤٠م) إثر مرض قصير لم يطل، وحامت الأقاويل حول موته:
1 / 14