306

तफ़सीर

تفسير اطفيش

शैलियों

255

{ الله لآ إله } لا معبود بحق ، أو لا موصوف بمعنى من معانى إله على الحقيقة { إلا هو } بدل بعض من الضمير المستتر فى خبر لا المحذوف ، أى لا إله موجود ، أو لا إله لنا ، أو لا للخلق ، فهو بدل من الضمير فى لنا ، أو فى للخلق ، أو فى موجود ، وإلا مغنية عن الربط بالضمير ، لظهور أن الاستثناء مما قبلها كما فى ما قام القوم إلا زيد ولا يضر التخالف بأن البدل موجب والمبدل منه فى سلب ، والمتكلم فى نفى العموم ن ، وللتخصيص ، وأنه سيذكره بعد { الحى } الباقى الذى يتصف بالموت ، لا الجسم الذى بروح وتحيز ، حاشاه ، فالمراد بكونه حيا نفى الموت؛ أو المعنى ، الفاعل ما يفعله الحى منا ، حاشاه عن الشبه ، من علم وإرادة وقدرة وفعل واختيار وغير ذلك من لوازم الحياة ، والمتبادر للعرب حين النزول هو الأول ، ولا يبعد الثانى لكثرة التعبير بالملزوم عن اللازم ونحو ذلك فى القرآن ، وفى كلامهم ، والحياة المستمرة هى البقاء ، ولا يضر ما قيل إن البقاء غير الحياة ، لظهور المراد ، والمراد ، بالحياة الفاعل على المريد إرادة وفعلا تامين ، فلا يرد أن لا مدح فى ذلك ، من حيث إن الحيوانات أيضا فاعلة مريدة ، وإلا لزم مثل ذلك ، فى نحو السميع ، فإن المراد العلم بالأصوات علما تاما ، ولام الحياة ياء ، وقيل واو ، كما قيل الحيوان ، وكما كتب الحياة بالواو فأصله حيو ، قلبت الواو ياء ، وأدغمت الياء فى الياء ، والصحيح الأول ، وواو الحيوان عن ياء تحقيقا عن اجتماع ياءين ، وكتبها فى الحيوة واوا إشارة إليها فى الحيوان شاذ { القيوم } عظيم القيام بالذات ، أى لا يحتاج لغيره : ولا تلحقه حاجة بخلقه وأحوالهم ، الياء المدغمة والواو زائدتان ، والمضمومة بدل من واو ، أو هى عين الكلمة ، ووزنه فيعول ، والحى خبر ثان لله ، أو بدل منه ، أو نعته ، أو خبر لمحذوف لنيابة الحى عن اسم جامد إذا لم يجعل نعتا ، أو نعت أى هو الحى ، أو بدل من لا إله إلا هو ، وهو خطأ من قائله ، أو بدل منه آخر أو خبر آخر { لا تآخذه سنة } فتور يتقدم النوم مع بقاء الشعور ، وهى النعاس ، وقيل ، هى الرأس ، وهو فى العين وفاؤه واو كعدة وزنة { ولا نوم } هو حال تعرض للحيوان غير الملك ، بسبب استرخاء أعضاء الدماغ من رطوبة الأبخرة المتصاعدة المانعة للحواس الظاهرة عن الإحساس ، وليس ما يعرض للمريض والمغمى عليه لذلك التصاعد فلاتهم ، وإن سلمان زدفا قيدا مكان إيقاظ صاحبه ، وهو أخو الموت ، مزيل للقوة والشعور والعقل والسنة ، ريحه تبدو فى الوجه وتنبعث للقلب ، وأخطأ من قال : السنة تجرى على الملائكة ، عن ابن عباس قال بنو إسرائيل لموسى ، هل ينام ربك؟ فأوحى الله D إليه ، سألك قومك ، هل أنام ، فقم الليل بزجاجتين فى يديك ففعل ، فلما مضى ثلث الليل نعس ، فوقع لركبتيه ، فقام ، فنعس آخر الليل فسقطتا ، وانكسرتا ، فقال ، لو نمت لسقطت السنوات والأرض وهلكتا كالزجاجتين ، والقياس يقتضى تقديم الأقل فى الإثبات ، تقول ، فلان أعطى درهما ودرهمين ، وتقديم الأكثر فى النفى ، تقول ، لا يعطى درهمين ولا درهما ، وخولف هنا مراعاة للترتيب فى الوجود ، فإن السنة متقدمة على النوم ، أو هذا على طريق التتميم ، لأنه أبلغ لما فيه من التوكيد ، لأن نفيها يقتضى نفى النوم ضمنا ، فإذا نفى ثانيا كان أبلغ ، وهو متضمن لأسلوب الإحاطة والإحصاء الذى يتعين فيه الترتيب الوجودى { له ما فى السموت وما فى الأرض } خلقهما وخلق ما فيهما من أحزائهما وغيرهما مما تضمنتا من المنافع ، وملك كل ذلك ، والمراد جنس الأرض { من ذا الذى يشفع عنده } استفهام نفى ، ولذلك صحت إلا فى قوله { إلا بإذنه } فكيف يعانده غيره ، بدفع ما يريد ، وذلك رد على عبدة الأوثان القائلين ، أنها تشفع لهم ، بل تشفع الأنبياء والملائكة وغيرهم بإذن الله D وعلا { يعلم ما بين أيديهم } أى أيدى ما فى السموات والأرض ، والمراد ما حضر لهم فى السموات والأرض وهو موجودات تلك المواضع ، وضمير العقلاء تغليب ، وقيل ، المراد الملائكة والأنبياء وقيل الأنبياء { وما خلفهم } ما سيكون من أمور الدنيا ومن الآخرة وأمورها ، سماها خلفا لأنه ما جاء ، بل سيكون من أمور الدنيا ومن الآخرة وأمورها ، فهو كمشىء خلف ظهرك ، أو ما بين أيديهم ما سيكون وما خلفهم ما حضر ، لأن الشىء مستقبل ظهرك ، أو ما بين أيديهم ما سيكون وما خلفهم ما حضر ، لأن الشىء مستقبل لما يجىء ، مستدبر لما جاء ، أو ما يخشون وما يفعلون ، أو ما يدركونه بالحساسة أو العقل وما لا يدركونه { ولا يحيطون بشىء من علمه } من معلومات ولا يصح إبقاء علم على ظاهره ، لأن صفاته ذاتية فلا تقبل التجزئة { إلا بما شآء } أو يعلموه بوحى أو غيره من أمر الدين أو الدنيا أو الآخرة ، وأبعاض جسم الدنيا وجسم الآخرة { وسع كرسيه } أصله من تركب الشىء بعضه على بعض ، كما سميت الكراسة لتركب بعض أوراق على بعض ، ويقال تكرس البعر والبول إذا تلبد بعض على بعض { السموت والأرض } تمثيل لعظمته المحققة الفعلية بالحسى المترهم ، وذلك أبلغ ، لأن التمثيل بريك المتخيل محققا والمعقول محسوسا ، ولا كرسى ولا قعود ، تعالى الله ، أو كرسيه علمه ، وهو ضعيف ، وهو قول الحسن أو ملكه ، لأن الكرسى محل العالم والسلطان ، أو هو المذكور فى قوله A :

पृष्ठ 306