103
{ ولو أنهم ءامنوا } بالنبى A والقرآن ، أو أراد اليهود مطلقا ، لو آمنوا بالكتب والأنبياء مطلقا { واتقوا } عقاب الله على الكفر والسحر والمعاصى لأثيبوا من عند الله ، دل عليه ذكر المثوبة ، أو للتمنى فلا يقدر لها جواب والتمنى فى الموضعين مصروف للناس ، والمصدر من خبر أن بعد لو الشرطية ، أو التمنية ، فاعل بمحذوف ، أى لو ثبت إيمانهم واتقاؤهم ، أو مبتدأ خبره محذوف وجوبا ، ونسب لسيبويه ، أو مبتدأ لا خبر له ، ووجهه اشتمال الكلام على المسند والمسند إليه لفظا قبل التأويل ، وهو وجه سيبويه ، إذ قدر المبتدأ مع اختصاص لو بالفعل ، حيث استغنى بوجوده قبل التأويل ، والصحيح الأول ، وهكذا فى القرآن ، ولا أعيده { لمثوبة } مستأنفة ، وليس من جواب لو ، لأن جوابها لا يكون جلمة اسمية ، واللام للابتداء ، والمعنى ثواب ، نقلت صمة الواو إلى الثاء الساكنة كمعونة ، أو وصف بمعنى المصدر كمقول ومصون ، والأصل مثووبة ، نقلت ضمة الواو للثاء فحذفت إحدى الواوين لالتقاء الساكنين كمفتون ومعقول ، وصفين فى الأصل ، وكانا بمعنى الفتنة والعقل ، وهو وجه فى قوله تعالى « بأيكم المفتون » أو اسم مصدر أى إثابة { من عند الله خير } من كل شىء ، أو مما استبدلوا به دينهم ، وهذا مراعاة لما فى استبدالهم مع نفع ادعوه ، ولا يلزم التنقيص الذى فى قولك ، هذا السيف خير من العصا ، أو ، السلطان خير من الحجام ، لأن الكلام باعتبار القصد ، والقصد فى المثالين النقص ، وفى الآية ذمهم ، بأنهم مع جهلهم تظهر لهم الخيرية ، وأيضا ما استبدلوا به الدين فى اعتقادهم عظيم ، أو أنه فاق فى الخير أكثر مما فاق استبدالهم فى شره ، كقولك ، الخل أحمض من العمل ، أى زاد فى حموضته على زيادة العسل فى حلاوته ، ولكان قول خير خارج عن التفضيل ، أو هو بمعنى المنفعة قائل به أن ما استبدلوا به غير حسن ، أو أنه مضرة { لو كانوا يعلمون } أنها خير لم يستبدلوا الحق بالباطل . أو لو للتمنى مصروف للناس ، وقس على هذا فى مثله ، إلا أن الأصل الشروط لتبادره وأكثريته .
पृष्ठ 122