في الإشارة الى سر هذه الصفوة من المفاتيح الحرفية الواقعة في فواتيح السور
روي عن أمير المؤمنين (عليه السلام): إن لكل كتاب صفوة، وصفوة هذه الكتاب حروف التهجي.
وعن الشعبي قال: لله تعالى في كل كتاب سر، وسره في القرآن سائر حروف الهجاء المذكورة في أوائل السور.
إعلم أن الذين اقتصرت علومهم على ما يتعلق بعالم الشهادة، وانحصرت عندهم معاني الموضوعات اللفظية فيما يوجد في عالم المحسوسات، قالوا: إن الألفاظ التي تتهجى بها أسماء مسمياتها الحروف المبسوطة، فإن الضاد مثلا لفظة مفردة دالة بالتواطؤ على معنى مستقل بنفسه، من غير دلالة على الزمان المعين، وذلك المعنى هو الحرف الأول من " ضرب " فثبت أنها أسماء، لأنها مما يصدق عليها حد الاسمية، ولأنها أيضا يوجد فيها خواص الاسم - من كونها متصرفا فيها بالتعريف والتنكير والجمع والتصغير والإسناد والإضافة - فكانت لا محالة أسماء، وبه صرح الخليل وأبو علي.
وأما ما رواه أبو عيسى الترمذي عن ابن مسعود أنه قال (صلى الله عليه وآله):
" من قرأ حرفا من كتاب الله فله حسنة، والحسنة بعشر أمثالها. لا أقول الم حرف، بل الألف حرف واللام حرف، والميم حرف "
- الحديث، فقيل: إن المراد به غير المعنى الذي اصطلح عليه، فإن تخصيصه به عرف جديد. بل المعنى اللغوي، ولعله سماه باسم مدلوله.
وأقول: يمكن أن يراد بهذه الأسماء الثلاثة المذكورة في الحديث مسمياتها من الحروف الوحدان.
قالوا: إن حكم هذه الألفاظ مع كونها معربة أن تكون ساكنة الأعجاز ما لم تلها العوامل كأسماء الأعداد، فيقال: ألف لام ميم، كما نقول: واحد إثنان ثلاثة، فهي معربة، وإنما سكنت سكون الوقف لا سكون البناء إذ لم تناسب مبني الأصل.
ولذلك لم تحد بحد ككيف وأين وهؤلاء ومنذ، بل جمع فيها بين ساكنين فقيل: ص ق. فسكونها سكون المعربات حيث لا يمسها إعراب لفقد موجبه وعامله، مع كونها قابلة للعمل، معرضة للإعراب.
अज्ञात पृष्ठ