فهذه المراتب ذكرها محمد (صلى الله عليه وآله) في عالم الأرواح عند صعوده إلى المعراج، فلما نزل من المعراج الجسماني السماوي، فاض أثر المصدر على المظهر، فوقع التعبير عنها بالمكالمة الصورية في عالم السماء الدنيا بينهما بسورة الفاتحة، فمن قرأها في صلاته، صعدت هذه الانوار من المظهر إلى المصدر، كما نزلت في عهد محمد (عليه وآله السلام) من المصدر الى المظهر، ولهذا السبب قال صلوات الله عليه وآله:
" الصلاة معراج المؤمن ".
وأما الاخبار الدالة على فضلها فكثيرة. منها ما روي مسندا الى أبي بن كعب قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):
" أيما مسلم قرء فاتحة الكتاب، أعطي من الأجر كأنما قرء ثلثي القرآن. وفي رواية: كأنما قرء القرآن ".
وروي عنه بسند آخر قال: قرأت على رسول الله (صلى الله عليه وآله) فاتحة الكتاب، فقال:
" والذي نفسي بيده، ما أنزل الله في التوراة والإنجيل ولا في الزبور ولا في القرآن مثلها. هي أم الكتاب. وهي السبع المثاني. وهي مقسومة بين الله وبين عبده ولعبده ما سأل ".
وفي كتاب محمد بن مسعود العياشي، باسناده عن النبي (عليه وآله السلام) قال لجابر بن عبد الله:
" يا جابر، ألا اعلمك بفضل سورة أنزلها الله في كتابه؟ قال: فقال له جابر: بلى بأبي أنت وأمي يا رسول الله، علمنيها، قال: فعلمه الحمد، أم الكتاب، ثم قال: يا جبر، ألا أخبرك عنها؟ قال: بلى بأبي أنت وأمي، فأخبرني. فقال: هي شفاء من كل داء إلا السام "
، والسام الموت.
وعن جعفر الصادق (عليه السلام) قال: من لم يبرأه الحمد لم يبرأه شيء.
अज्ञात पृष्ठ