حرمت عليكم الميتة والدم
[المائدة: 3] { غير محلي الصيد وأنتم حرم } أي لا تحلوا الصيد وأنتم حرم أي محرمون { إن الله يحكم ما يريد } يعني يحكم في خلقه ما يريد من التحريم والتحليل على ما يعلم من المصلحة { يأيها الذين آمنوا لا تحلوا شعائر الله } من مواقيت الحج ورمي الجمار والطواف والسعي وأفعال علامات الحج { ولا الشهر الحرام } شهر الحج واختلفوا في الشهر قيل: الأشهر الحرم، وقيل: ذا القعدة، وقيل: رجب، وقيل: الآية منسوخة بقوله:
فاقتلوا المشركين
[التوبة: 5]
فلا يقربوا المسجد المسجد الحرام
[التوبة: 28] وقيل: إنها محكمة والمراد بها المؤمنون، وقد قيل: لا نسخ في المائدة { ولا الهدي } الهدي ما أهدي إلى البيت وتقرب به إلى الله من النسائك { ولا القلائد } القلائد جمع قلادة وهو ما قلد به الهدي من نعل أو غيره { ولا آمين البيت الحرام } قاصدوه وهم الحجاج والعمار وإحلال هذه الأشياء أن يتهاون بحرمة الشعائر، يعني لا تحلوا قوما قاصدين المسجد الحرام { يبتغون فضلا من ربهم } وهو الثواب، وقيل التجارة { ولا يجرمنكم شنآن قوم } والشنآن شدة البغض، ومعنى لا يحملكنم ومعنى صدهم إياهم { عن المسجد الحرام } منع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أهل مكة يوم الحديبية { أن تعتدوا } عليهم فتقتلوهم { وتعاونوا على البر والتقوى } يعني على العفو والإغضاء { ولا تعاونوا على الإثم والعدوان } على الانتقام.
[5.3]
{ حرمت عليكم الميتة والدم } الآية قيل: كان أهل الجاهلية يأكلون هذه المحرمات التي تموت { ولحم الخنزير } وكل شيء منه حرام وإنما خص اللحم لأنه أعظم منافعه { وما أهل لغير الله به } وهو قولهم عند الذبيحة بسم اللات والعزى { والمنخنقة } وهي التي خنقوها حتى ماتت بسبب ذلك { والموقوذة } التي ضربت بعصا أو حجر حتى ماتت { والمتردية } التي تردت من جبل أو بئر { والنطيحة } التي نطحتها أخرى فماتت منه { وما أكل السبع } بعضه { إلا ما ذكيتم } ذكاة وهو يضطرب اضطراب المذبوح { وما ذبح على النصب } كانت لهم حجارة حول البيت يذبحون لها ويشرخون اللحم عليها يعظمونها بذلك ويتقربون به إليها تسمى الأنصاب والنصب { وأن تستقسموا بالأزلام } وحرام عليهم الاستقسام بالأزلام كان أحدهم إذا أراد سفرا أو غزوا أو تجارة أو نكاحا أو أمرا من معاظم الأمور ضرب الأقداح، قيل: ثلاثة مكتوب على واحد منها أمرني ربي، وعلى واحد نهاني ربي، والثالث عقل، فإذا أرادوا أمرا أحالوها فإن خرج أمرني لم يكن له بد من فعله، وإن خرج نهاني لم يكن له بد من تركه، وإن خرج العقل حالوها ثانية، وقيل: هي أزلام الحرور وهي عشرة، وقيل: هي كعار فارس والروم، التي يتقامرون بها { ذلكم فسق } إشارة إلى الاستقسام، أو إلى تناول ما حرم عليهم، لأن المعنى: حرم عليكم تناول الميتة { اليوم يئس الذين كفروا من دينكم } أي يغلبوك لأن الله تعالى وفى بما وعد من إظهاره على الدين كله { فلا تخشوهم واخشون } بعد إظهار الدين، وقيل: الآية نزلت يوم عرفة عام حجة الوداع سنة عشر لما نظر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فلم ير مشركا ولا عريانا ولم ير إلا موحدا حمد الله وأثنى عليه فنزلت الآية قال الحسن: ذلك اليوم أكمل الله فيه الدين كقوله: { اليوم أكملت لكم دينكم } الآية يعني أن الكفار قطعوا أطماعهم عنكم وآيسوا منكم بأن ترجعوا إلى دينهم { فمن اضطر } إلى الميتة أو إلى غيرها { في مخمصة } في مجاعة { غير متجانف لإثم } غير منحرف إليه كقوله:
غير باغ ولا عاد
[البقرة: 173].
अज्ञात पृष्ठ