328

तफसीर

تفسير الأعقم

शैलियों

[79.30-46]

{ والأرض بعد ذلك دحاها } قيل: خلق الأولى من غير دحو قبل السماء، ثم استوى إلى السماء فسواهن سبع سماوات، ثم دحا الأرض بعد ذلك، وقيل: دحيت الأرض من تحت البيت يعني الكعبة وكان خلق قبل الدنيا بألفي عام، وقيل: بعد بمعنى قبل كقوله:

ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر

[الأنبياء: 105] أي من قبل الذكر وهو القرآن { أخرج منها } من الأرض { ماءها } الذي به حياة كل شيء من الحيوانات والأشجار والنبات { ومرعاها } المرعى العشب ونحوه { والجبال أرساها } أثبتها { متاعا لكم } أي تنتفعون بها وبما يخرج مأكولا ومشروبا وملبوسا وزينة، وكذلك المنفعة بالجبال لما فيها من المعادن، وما يفجر فيها من العيون يعني منفعة { لأنعامكم } وهو الغيث { فإذا جاءت الطامة الكبرى } وهو القيامة لأنها تطم على كل شيء، أي تغلو وتغلب، وقيل: الطامة النفخة الثانية، وقيل: حين يساق أهل الجنة إلى الجنة وأهل النار إلى النار { يوم يتذكر الإنسان ما سعى } يعني يتذكر عند قراءة الكتب ما عمل من خير وشر { وبرزت الجحيم } أي أظهرت النار لمن رآها { فأما من طغى } جاوز الحد في الطغيان { وآثر الحياة الدنيا } أي اختارها وعمل بها وتمتع بملاذها { فإن الجحيم هي المأوى } أي المرجع { وأما من خاف مقام ربه } قيل: مقامه للعرض والحساب للجزاء والانتصاف من الظالم للمظلوم { ونهى النفس عن الهوى } أي امتنع عن المعاصي { فإن الجنة هي المأوى } أي مصيره { يسألونك عن الساعة } القيامة { أيان مرساها } أي متى أرساها، أي إقامتها وإنما يسألوك تكذيبا، وقيل: إيهاما على العوام { فيم أنت من ذكراها } قيل: ليس عندك علم لوقتها ومتى تكون؟ وإنما عليك انها تكون لا محالة ، وقيل: فيم تم الكلام أي في ماذا سؤالهم عما لا يعنيهم ثم ابتدأ فقال أنت من ذكراها أي من أعلامها فإنك خاتم الأنبياء { إلى ربك منتهاها } يعني منتهى علمها، أي لا يعلم وقتها إلا هو { إنما أنت منذر من يخشاها } يعني من يخاف القيامة { كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها } قيل: إذا رأوا أهوال يوم القيامة وما دفعوا اليه من العذاب كأن لم يلبثوا في الدنيا إلا ساعة، وقيل: حيث الآخرة يرون الدنيا ساعة، وقيل: أراد لبثهم في القبور، وقوله تعالى: { عشية أو ضحاها } أي آخر ساعتي النهار أما ضحوة أو عشية.

[80 - سورة عبس]

[80.1-16]

{ عبس } أي بسر { وتولى } أعرض { أن جاءه الأعمى } { وما يدريك لعله يزكى } يتطهر بالأعمال الصالحة { أو يذكر } آيات الله { فتنفعه } ذلك { الذكرى } ، وقيل: يتعظ فتنفعه الموعظة { أما من استغنى } هذا عتاب حين اشتغل بالأغنياء عن الفقراء { فأنت له تصدى } تتعرض وتصغي إلى كلامه وتقبل عليه { وما عليك ألا يزكى } أي شيء يلزمك إن لم يسلم إنما عليك البلاغ { وأما من جاءك يسعى } يمشي يعني الأعمى { وهو يخشى } أي يخاف الله { فأنت عنه تلهى } تتغافل وتعرض وتتشاغل بغيره { كلا } ردع وزجر أي لا تفعل ذلك بعدها فليس لك بمرضي ولا يليق بأخلاقك، وقيل: معناه حقا { إنها } قيل: السورة، وقيل: الموعظة، وقيل: آيات القرآن، وقيل: هذه الآيات في هذه السورة { تذكرة } أي تبصرة وعظة واعتبار { فمن شاء ذكره } القرآن والمواعظ { في صحف } جمع صحيفة والعرب تسمي كل مكتوب فيه صحيفة { مكرمة } أي كتب معظمة عند الله، قيل: تعظمها الملائكة لما فيها من العلم والحكمة، وقيل: معظمة عند المؤمنين، واختلفوا في تلك الصحف قيل: اللوح المحفوظ، وقيل: الصحف التي في السماء، وقيل: كتب الأنبياء المنزلة عليهم كقوله:

إن هذا لفي الصحف الأولى

[الأعلى: 18] { مرفوعة } رفيعة القدر عند الله تعالى { مطهرة } عن أن ينالها، أي الطغاة والكفار لأنها في أيدي الملائكة، وقيل: مطهرة من كل دنس، وقيل: مطهرة من الشك والشبهة { بأيدي سفرة } كتبة ينسخون الكتب من اللوح { بررة } أتقياء، وقيل: السفرة، وقيل: أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وقيل: هم الأنبياء والمؤمنون.

[80.17-42]

अज्ञात पृष्ठ