298

तफसीर

تفسير الأعقم

शैलियों

وهو العرش المعروف في السماء، وقيل: العرش الملك، وقيل: على بمعنى إلى يعني لما خلق السماوات والأرض استوى على العرش فخلقه، والاستوى بمعنى القصد كقوله:

ثم استوى إلى السماء

[البقرة: 29] { يعلم ما يلج في الأرض } أي ينزل في الأرض من الحيوانات والأموات والكنوز والمياه { وما يخرج منها } من أنواع النبات والجواهر والميات { وما ينزل من السماء } من الملائكة والأمطار { وما يعرج فيها } أي يصعد من الأعمال حتى لا يخفى عليه شيء { وهو معكم } بالعلم والقدرة { أينما كنتم والله بما تعملون بصير }.

[57.5-12]

{ له ملك السماوات والأرض } لا مالك لهما سواه { وإلى الله ترجع الأمور } { يولج الليل في النهار } أي يدخل ما ينقص من الليل في النهار وفي الليل ونزيده وما ينقص من النهار في الليل { وهو عليم بذات الصدور } أي ما يكون في القلوب { آمنوا بالله ورسوله } أي صدقوا رسوله فيما أدى { وأنفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه } أي أنفقوا في سبيل الله من المال الذي خلفتم فيه غيركم بأن أورثكم إياه عمن كان قبلكم { فالذين آمنوا بالله ورسوله وأنفقوا لهم أجر كبير } أي عظيم دائم { وما لكم لا تؤمنون بالله والرسول يدعوكم لتؤمنوا بربكم } معناه ولا عذر لكم يا أهل مكة من ترك الايمان مع دعاء الرسول وظهور المعجزات، أي عذر بعده { وقد أخذ ميثاقكم } بالايمان حيث ركب فيكم العقول، ونصب لكم الأدلة، ومكنكم من النظر، وأراح عللكم ماذا يبقى لكم عليه بعد أدلة العقول وتنبيه الرسول، فما لكم لا تؤمنون وكأنه أخذ العهد والميثاق، والرسول يدعوكم إلى ما ركب الله في عقولكم في معرفة الصانع وصفاته { هو الذي ينزل على عبده آيات بينات } القرآن والأدلة { ليخرجكم من الظلمات إلى النور } قيل: من الضلال إلى الهدى { وإن الله بكم لرؤوف رحيم } أي بتوفيقه ورحمته يريد بكم طريق الفوز والنجاة { وما لكم ألا تنفقوا } يعني أي شيء يمنعكم من الإنفاق { في سبيل الله } وهو سبيل البر { ولله ميراث السماوات والأرض } يفني الخلق ويبقى هو { لا يستوي منكم } في الفضل والكمال والثواب { من أنفق من قبل الفتح } قيل: فتح مكة { وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد } أي من بعد الفتح { وقاتلوا وكلا وعد الله الحسنى والله بما تعملون خبير } أي عالم فيجازيكم { من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا } أي ينفق في سبيل الله إنفاقا فيجازيه الله تعالى عليه فيكون كالقرض في وجوه البر، وقيل: من الحلال، وقيل: يفعل لله مخلصا { فيضاعفه له } قيل: يضاعف له الجزاء إلى سبع مائة { وله أجر كريم } خالص لا يشوبه صفة نقص { يوم ترى المؤمنين والمؤمنات } في المحشر { يسعى نورهم } الضياء الذي تمرون فيه، وقيل: لكل مؤمن نور على قدر عمله، وقيل: هذا النور يكون في المحشر، قيل: على الصراط، وقيل: فيهما ولا مانع من ذلك فقوله: { نورهم بين أيديهم وبأيمانهم } قيل: أراد جميع جوانبهم فعبر عنها بالبعض { بشراكم اليوم جنات تجري من تحتها الأنهار } أي من تحت أبنيتها وأشجارها { خالدين فيها } إشارة إلى دوامهم ودوام النعم { ذلك هو الفوز العظيم } أي الظفر بالمطلوب فلا ظفر مثله تعالى الله العظيم.

[57.13-17]

{ يوم يقول المنافقون والمنافقات } يعني إذا رأى المنافقون نور المؤمنين يقولون لهم: { انظرونا نقتبس من نوركم } انظرونا بصلة الهمز وضم الظاء وهي قراءة نافع ومن تابعه، يعني اصبروا لنا، فأما بكسر الظاء وقطع الألف وهي قراءة حمزة أمهلونا لأنه يسرع بهم إلى الجنة كالبرق الخاطف ركاب على نوق تزف بهم وهؤلاء مشاة، أو انظروا إلينا لأنهم إذا نظروا إليهم استقبلوهم بوجوههم والنور بين أيديهم فيستضيئون به { قيل ارجعوا وراءكم فالتمسوا نورا } طردا لهم وتهكم بهم، أي ارجعوا إلى الموقف إلى حيث أعطينا هذا النور فالتمسوا نورا هناك فمن ثم يقتبس، أو ارجعوا إلى الدنيا فالتمسوا نورا وهو أنه لا سبيل إليه وإنما قالوه توبيخا { فضرب بينهم بسور } الباء صلة وهو حاجز بين الجنة والنار يعني بين المؤمنين والمنافقين بحائط حيل من شق الجنة وشق النار، وقيل: هو الأعراف، ولذلك السور { باب } لأهل الجنة يدخلون فيه { باطنه } باطن السور والباب وهو الشق الذي يلي الجنة { وظاهره } ما ظهر لأهل النار { من قبله } من عنده ومن جهته { العذاب } وهو الظلمة والنار فيقول المنافقون عند ذلك للمؤمنين { ينادونهم ألم نكن معكم } في الدنيا نصلي ونصوم ونوافقكم في الدين { قالوا } يعني المؤمنين { بلى } كنتم معنا في الظاهر { ولكنكم فتنتم أنفسكم } بالمعاصي، وقيل: أهلكتم أنفسكم بالنفاق { وتربصتم } انتظرتم بالرسول والمؤمنين الدوائر { وارتبتم } شككتم في الدين { وغرتكم الأماني } أي ما كنتم تمنون من الباطل، وقيل: غركم طول الأمال، وقيل: الأماني الكاذبة في الخلاص من الرسول بهلاكه وإبطال { حتى جاء أمر الله } أي كنتم على ذلك مصرين حتى جاء الموت { وغركم بالله الغرور } الشيطان، وقيل: الدنيا، وقيل: علماء السوء { فاليوم لا يؤخذ منكم فدية } أي بدل { مأواكم النار هي مولاكم } أي مصيركم { وبئس المصير } { ألم يأن } من أنى الأمر إذا جاء أناه، أي وقته، وقيل: نزلت الآية في المنافقين الذين أظهروا الاسلام وأسروا الكفر، وقيل: نزلت في المؤمنين عن ابن مسعود لما سألوا أن يحدثهم وكرروا نزلت، وعن ابن مسعود: ما كان بين إسلامنا وبين أن عوتبنا بهذه الآية إلا أربع سنين، { أن تخشع قلوبهم لذكر الله } القرآن والمواعظ { وما نزل من الحق } القرآن { ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل } يعني اليهود والنصارى { فطال عليهم الأمد } الجزاء، وقيل: ما بين زمانهم وزمان موسى، وقيل: زمان أنبياءهم، وقيل: الأمد الآخرة { فقست قلوبهم } واختلفوا وأحدثوا ما أحدثوا من التحريف وغيره { وكثير منهم فاسقون } وهم الذين كفروا بعيسى ومحمد، وقيل: الذين حرفوا الكتاب { اعلموا أن الله يحيي الأرض بعد موتها } أي يحييها بالنبات كذلك يحيي الموتى { قد بينا لكم الآيات } الحجج على إثبات الصانع وصحة الإعادة { إن كنتم تعقلون }.

[57.18-21]

{ إن المصدقين والمصدقات وأقرضوا الله } أي أنفقوا في سبيله { قرضا حسنا } قيل: هو التطوع، وقيل: الفرائض { يضاعف لهم } الثواب لأنه دائم { ولهم أجر كريم } دائم لا ينقطع ولا يمن به { والذين آمنوا بالله ورسله أولئك هم الصديقون } هو اسم تعظيم ومدح، وقيل: هم الذين سبقوا إلى الإسلام مثل علي (عليه السلام) وعمه حمزة وزيد وسعد وأبو بكر وعمر { والشهداء عند ربهم } هم الأنبياء، وقيل: العلماء، وقيل: نزلت في المؤمنين المخلصين { لهم أجرهم } جزاؤهم عند ربهم في ظلمة القبور والقيامة { والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب الجحيم } { اعلموا أنما الحياة الدنيا لعب ولهو } يعني كاللعب في الزوال { وزينة } منظر يتزينون به لأنه يتحلى فيه أعين الناظرين { وتفاخر بينكم } يفتخر بعضكم على بعض { وتكاثر في الأموال والأولاد } يعني قسمتم همتكم بين لعب ولهو وزينة وهو طلب الملاذ والتفاخر والتكاثر وهو طلب المال وكل ذلك إلى زوال { كمثل غيث } أي سحاب، وقيل: مطر، وقيل: كمثل نبات أصابه غيث { أعجب الكفار } الزراع لأنه يغطي البذر بالتراب نباته من حسنه، وقيل: المراد به الكفار لأن مثلهم يركنون إلى الدنيا ويعجبهم حسنها ولا يرون زينة الآخرة بخلاف المؤمن فإنه لا ينظر إلى زينتها ويؤثر الآخرة عليها { ثم يهيج } أي ييبس، والهيج جفاف فيصفر بعد خضرته، هاج الزرع يهيج هيجا { فتراه مصفرا } من يبسه بعد خضرته { ثم يكون حطاما } متكسرا، وأصل الحطم الكسر { وفي الآخرة عذاب شديد } للمصرين { ومغفرة من الله ورضوان } للمؤمنين والتائبين { وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور } لأنها يغتر بها لما يرى من حسن ظاهرها إذا لم يتفكر في عاقبتها { سابقوا } أي بادروا { إلى مغفرة } أي إلى الأعمال الموجبة للمغفرة من الايمان والطاعات، وقيل: إلى التوبة، وقيل: إلى التكبيرة الأولى { وجنة عرضها كعرض السمآء والأرض } قال السدي (رحمه الله): كعرض سبع سماوات وسبع أرضين، ومتى قيل: لم ذكر العرض دون الطول؟ قالوا: لأن عظم العرض يدل على الطول وعظم الطول لا يدل على عظم العرض، واختلفوا في هذه الجنة فقيل: جنة الخلد ولم تحلق لأنها لما صح فيها هذا الوصف، ومعنى أعدت أي ستعد، ولو كانت لفنيت عن أبي علي وابن هاشم، وقيل: بل مخلوقة ثم يفنيها ويعيدها الله تعالى يوم القيامة ويريد فيها طولا وعرضا عن الحسن، وقيل: أراد جنة واحدة من الجنان { أعدت } هيئت { للذين آمنوا بالله ورسله ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء } وهم المؤمنون.

[57.22-27]

अज्ञात पृष्ठ