211

तफसीर

تفسير الأعقم

शैलियों

{ وذكروا الله كثيرا } يعني لم يشغلهم الشعر عن ذكر الله { وانتصروا من بعد ما ظلموا } أي ردوا على المشركين فيما هجوا به وانتصروا لأنفسهم وللمسلمين { وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون } هذا مبالغة في وعد الكلمة وكان السلف الصالح يتواعدون بها.

[27 - سورة النمل]

[27.1-6]

{ طس } قد بينا ما قالوا، وقيل: إنها اسم السورة، وقيل: إسم الله، وقيل: كل حرف منها مأخوذ من اسم الله { تلك } إشارة إلى الحروق، وقيل: إلى السورة { آيات القرآن وكتاب مبين } والقرآن المجموع، ومعنى مبين بين الأحكام بالشرائع والمواعظ { هدى وبشرى للمؤمنين } وخصهم بالذكر لأنهم ينتفعون به { الذين يقيمون الصلاة } يديمونها { ويؤتون الزكاة وهم بالآخرة هم يوقنون } لا يشكون { إن الذين لا يؤمنون } لا يصدقون بالبعث { زينا لهم أعمالهم } ، قيل: زين لهم الشيطان في قوله:

وزين لهم الشيطان أعمالهم

[النمل: 24]، وقيل: هو مجاز يعني إمهال الشيطان وتخليته حتى زين لهم { فهم يعمهون } يتحيرون ويترددون في الحيرة { أولئك } من تقدم ذكرهم { الذين لهم سوء العذاب } في القتل والأسر يوم بدر، وقيل: عذاب الاستئصال، وقيل: عذاب القبر، والمراد بالسوء الشدة والصعوبة { وهم في الآخرة هم الأخسرون } لحرمان الثواب ودخول النار، ثم بين الله تعالى أن الله هو الذي أعطاه القرآن فقال: { وإنك لتلقى القرآن } تعطى، وقيل: يلقى إليك { من لدن حكيم عليم } أي من جهته تعالى، ثم أنه كما أنزل القرآن عليك أنزل التوراة على موسى.

[27.7-14]

قال سبحانه: { إذ قال موسى لأهله } امرأته ومن كان معه ليلة ذهابه من مدين إلى مصر { إني آنست نارا } أي رأيت { فامكثوا } مكانكم { سآتيكم منها بخبر أو آتيكم بشهاب قبس } والشهاب نور، كالعمود من النار، والقبس: القطعة، وقبس من النار اقتباسا: أخذ منها شعلة { لعلكم تصطلون } تستدفئون، ثم قال تعالى تمام قصة موسى (عليه السلام) فقال سبحانه: { فلما جاءها } الهاء كناية عن النار، والمعنى: جاء موضع النار { نودي } يعني موسى ناداه الله بأن أحدث الكلام في الشجرة { أن بورك من في النار } والمراد بالمبارك فيهم موسى والملائكة الحاضرون، والظاهر أنه عام في كل مكان في تلك الأرض وفي ذلك الوادي وحواليهما في أرض الشام، ولقد خص الله أرض الشام بالبركة في قوله:

ونجيناه ولوطا إلى الأرض التي باركنا فيها للعالمين

[الأنبياء: 71]، وقيل: من حولها من الملائكة، وبركتها أن جعلها دلالة لموسى، وقيل: بورك من في النار الملائكة الموكلون بها { ومن حولها } الملائكة أيضا { وسبحان الله رب العالمين } تنزيها له عما لا يليق به وبصفاته { يا موسى إنه أنا الله العزيز } القادر { الحكيم } الذي لا يمتنع عليه شيء، الحكيم العالم بكل شيء { وألق عصاك فلما رآها تهتز } تحركت { كأنها جان } في اهتزازها وهي ثعبان في عظمها، فهاله أمرها وسرعة حركتها وعظم جسمها { ولى مدبرا } أي رجع إلى ورائه { ولم يعقب } أي لم يرجع إلى عقبه، فقال تعالى: { يا موسى لا تخف إني لا يخاف لدي المرسلون } { إلا من ظلم } يعني إنما يخاف الظلمة { إلا من ظلم ثم بدل حسنا بعد سوء } ، قيل: من كان ظالما بالمعاصي فتاب، روي في الحاكم قال: وهو الوجه لعموم الآية { فإني غفور رحيم } لذنوب التائبين، قال جار الله: { إلا من ظلم } يعني لكن من ظلم منهم، أي فرطت منه صغيرة مما لا يجوز على الأنبياء كالذي فرط من آدم ويونس وداوود وسليمان وأخوة يوسف وموسى (عليه السلام) بوكزة القبطي، قوله تعالى: { وادخل يدك في جيبك } ، قيل: ادخاله يده جيبه أي يجعلها على صدره، وقيل: جيب مدرعته، وروي أنه كان (عليه السلام) عليه جبة صوف، وقيل: كان كمها إلى بعض اليد فأمره أن يدخل يده جيبه { تخرج بيضاء } تضيء كالبدر { من غير سوء } أي من غير برص { في تسع آيات } معجزات: وهي العصا واليد والجراد والقمل والضفادع والدم والبحر ورفع الطور وانفجار الحجر بالماء { إلى فرعون } أي أرسلنا إلى فرعون { وقومه إنهم كانوا قوما فاسقين } خارجين عن طاعة الله والإيمان { فلما جاءتهم آياتنا مبصرة } يبتصر بها الصواب من الخطأ { قالوا هذا سحر مبين } أي ظاهر { وجحدوا بها } أي بالآيات { واستيقنتها أنفسهم } أي علموا يقينا أنها ليس بسحر، وأنها تدل على صانع حكيم، وتدل على نبوة موسى { ظلما وعلوا } يعني ظلما على أنفسهم، أو ظلما على موسى { فانظر } يا محمد أو أيها السامع { كيف كان عاقبة المفسدين }.

अज्ञात पृष्ठ