ثم قال سبحانه: { إن } خلص { عبادي } أضافهم سبحانه إلى نفسه؛ لكمال إخلاصهم واختصاصهم { ليس لك } أيها المضل المغوي { عليهم سلطان } أي: حجة واستيلاء تغلبهم بها بعدما اتخذوني خليلا وأخذوني كفيلا { وكفى بربك وكيلا } [الإسراء: 65] حفيظا يتوكلون عليه مخلصين، ويستعيذون نحوه من إغرائك وإغوائك أيها لطاغي ملتجئين.
وكيف لا يحفظم سبحانه، ولا يعذبكم أيها المؤمنون المخلصون عما يؤذيكم ويقصد مقتكم: { ربكم الذي يزجي } يسري ويجري { لكم الفلك } الجارية { في البحر } بتيسيره وتسهيله عناية منه إيااكم { لتبتغوا } وتطلبوا { من فضله } ما يوسع لكم طريق المعاش من أنواع التجارات والأرباح، واستخراج الجواهر منها، وغير ذلك { إنه } سبحانه من كمال جوده وسعة رحمته { كان بكم رحيما } [الإسراء: 66] مشفقا عطوفا، سيما بعد اتكالكم عليه سبحانه على وجه الأرض.
[17.67-75]
{ و } مما ارتكز في نفوسهم ورسخ في قلوبكم، أنكم { إذا مسكم الضر في البحر } بأن عرض لمركبكم ما يوجب كسرها وغرقها، وصرتم فيها حيارى سكارى، بحيث { ضل } وغاب عنكم { من تدعون } وتستغيثون منه لو كنتم في البر، وما معكم من الأمتعة والبضاعات { إلا } استعانتكم واستغاثتكم { إياه } سبحانه، فإنه بذاته لا يغيب عنكم، ولا يفارقكم؛ إذ هو أقرب إليكم من حبل وريدكم { فلما نجاكم } وخلصكم سبحانه من تلك المضائق الهائلة { إلى البر أعرضتم } عنه سبحانه ، وصرتم متعلقين بما معكم من الأمتة والأعراض { وكان الإنسان } في أصل فطرته خلق { كفورا } [الإسراء: 67] لأنعم الله
هلوعا * إذا مسه الشر جزوعا
[المعارج: 19-20] نحو الحق
وإذا مسه الخير
كفورا
منوعا
[المعارج: 21] معرضا عنه منكرا له.
अज्ञात पृष्ठ