तफ़्सीर
تفسير القرآن العظيم المنسوب للإمام الطبراني
शैलियों
[73]
قوله عز وجل : { فقلنا اضربوه ببعضها } ؛ أي اضربوا المقتول ببعض البقرة ؛ أي بعضو منها. واختلفوا في هذا البعض ما هو ؟ فقال ابن عباس : (العضو الذي يلي الغضروف وهو المقتل). وقال الضحاك : (بلسانها). وقال سعيد بن جبير : (معجب ذنبها ؛ وهو العصعص ؛ لأنه أساس البدن الذي ركب عليه ؛ وهو أول ما يخلق وآخر ما يبلى). وقال مجاهد : (بدنها). وقيل : بفخذها. وقيل : فخذها الأيمن. وقال السدي : (البضعة التي بين كتفيها). ففعلوا ذلك ، فلما ضربوه قام القتيل حيا بإذن الله تعالى وأوداجه تشخب دما. فسألوه : من قتلك فقال : فلان وفلان ؛ لابني عم له. ثم اضطجع ميتا. فأخذا فقتلا. وفي الآية اختصار تقديره : { فقلنا اضربوه ببعضها } فضربوه فحيى.
قوله تعالى : { كذلك يحيي الله الموتى } ؛ أي كما أحيى عاميل بعد موته كذلك يحيي الله الموتى. { ويريكم آياته } ؛ أي عجائب قدرته ودلالته ، { لعلكم تعقلون } ؛ أي لكي تفهموا إحياء الموتى وغير ذلك. قال الواقدي : (كل شيء في القرآن { لعلكم } فهو بمعنى (لكي) غير الذي في الشعراء : { وتتخذون مصانع لعلكم تخلدون }[الشعراء : 129] فإنه بمعنى كأنكم تخلدون فلا تموتون. والله تعالى كان قادرا على إحيائه بغير هذا السبب ؛ إلا أن الله أمرهم بذلك ؛ لأن إحياء الميت بالميت آكد دليلا وأبين قدرة.
पृष्ठ 73