254

तफ़्सीर

تفسير القرآن العظيم المنسوب للإمام الطبراني

शैलियों

व्याख्या

[275]

قوله تعالى : { الذين يأكلون الرباوا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس } ؛ معناه : { الذين يأكلون الرباوا } في الدنيا { لا يقومون } في الآخرة من قبورهم لعظم بطونهم ، { إلا كما يقوم } في الدنيا الذي يضربه ويصيبه { الشيطان من المس } أي من الجنون. روي أنهم يبعثون يوم القيامة وقد انتفخت بطونهم كلما قاموا سقطوا والناس يمشون عليهم وهم كالمجانين. قال الحسن : (هذه علامة أكل الربا ؛ يعرفون بها يوم القيامة).

قوله تعالى : { ذلك بأنهم قالوا إنما البيع مثل الرباوا } ؛ ومعناه : كان الرجل إذا حل ماله بعد الأجل طلبه ؛ فيقول المطلوب : زدني في الأجل وأزيدك في مالك. فيفعلان ذلك ؛ فإذا قيل لهم : إن هذا ربا ؛ قالوا : هما سواء ؛ والزيادة في آخر البيع بعد الأجل كالزيادة في أول البيع إذا بعت بالنسيئة سواء. وليس الأمر كما توهموا ؛ لأن الزيادة في الثمن في آخر البيع لأجل الإبعاد في الأجل بعدما صار الثمن دينا في الذمة يكون عوضا عن الأجل ؛ والاعتياض عن الأجل باطل ، وأما الزيادة في الثمن في أصل العقد فتكون مقابلة للبيع ، ويجوز بيع المبيع بثمن قليل وثمن كثير.

قوله تعالى : { وأحل الله البيع وحرم الرباوا } ؛ أي أحل الزيادة في أول البيع وحرم الزيادة في آخره ؛ قوله تعالى : { فمن جآءه موعظة من ربه فانتهى فله ما سلف وأمره إلى الله } ؛ أي فمن جاءه زجر من ربه ونهي عن الربا فانتهى فله ما مضى من أكله الربا قبل النهي ؛ أي لا إثم عليه في ذلك ، وأمره فيما بقي من عمره إلى الله ؛ إن شاء عصمه وإن شاء لم يعصمه. وقيل : معناه : { فله ما سلف } أي له ما أخذ من الربا قبل التحريم ، { وأمره إلى الله } في المستأنف في العفو والتجاوز.

وإنما لم يقل : فمن جاءته موعظة من ربه ؛ لأن تأنيث الموعظة ليس بحقيقي ، فيجوز تذكيره ويجوز أن ينصرف إلى المعنى ، كأنه قال : فمن جاءه وعظ ونهي من ربه عن الربا.

قوله تعالى : { ومن عاد فأولائك أصحاب النار هم فيها خالدون } أي من عاد إلى أكل الربا { فأولائك أصحاب النار هم فيها } دائمون إلى ما شاء الله. وقيل : معناه : من عاد بعد النهي إلى قوله إنما البيع مثل الربا ؛ فأولئك أهل النار هم فيها مقيمون ؛ لأن مستحل الربا كافر لإنكاره آية من كتاب الله تعالى.

وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : " سيأتي على الناس زمان لا يبقى أحد إلا أكل الربا ، وإن لم يأكله أصابه من غباره " وعن عبدالله بن مسعود قال : (آكل الربا ومؤكله وكاتبه وشاهده إذا علموا به ؛ ملعونون على لسان محمد صلى الله عليه وسلم إلى يوم القيامة). وقال صلى الله عليه وسلم : " الربا بضع وسبعون بابا ؛ أدناها كإتيان الرجل أمه ".

والخبط في اللغة هو الضرب على غير استواء ؛ يقال : خبط البعير إذا ضرب بيده. والمس : الجنون ، يقال : رجل ممسوس ؛ أي مجنون.

पृष्ठ 254