238

तफ़्सीर

تفسير القرآن العظيم المنسوب للإمام الطبراني

शैलियों

व्याख्या

[258]

وقوله عز وجل : { ألم تر إلى الذي حآج إبراهيم في ربه أن آتاه الله الملك } ؛ أي ألم تعلم يا محمد بالذي جادل إبراهيم في ربه ؛ أي هل رأيت كالذي { حآج إبراهيم في ربه أن آتاه الله الملك } أي بأن أعطاه الله الملك وأعجب بملكه وسلطانه وهو نمرود بن كنعان أول من تجبر في الأرض بادعاء الربوبية فخاصم إبراهيم في توحيده. وقيل : إن الهاء في قوله { آتاه } راجعة إلى إبراهيم عليه السلام ، و{ الملك } هو النبوة ووجوب طاعته على الناس.

قوله تعالى : { إذ قال إبراهيم ربي الذي يحيي ويميت } ؛ وذلك أن نمرود قال لإبراهيم : من ربك ؟ قال : { إبراهيم ربي الذي يحيي ويميت } عند انقضاء الأجل. ف { قال } ؛ نمرود : { أنا أحيي وأميت } قال إبراهيم : ائتني ببيان ذلك ؟ فأتى برجلين من سجنه وجب عليهما القتل ؛ فقتل أحدهما وترك الآخر. فقال : هذا قد أحييته ، وهذا قد أمته. { قال إبراهيم فإن الله يأتي بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب فبهت الذي كفر } ؛ أي تحير وانقطع بما ظهر عليه من الحجة ، { والله لا يهدي القوم الظالمين } ؛ أي لا يرشد المشركين إلى دينه وحجته.

فإن قيل : لم لم يثبت إبراهيم على الحجة الأولى ؛ والانتقال من الحجة إلى حجة أخرى في المناظرة غير محمود ؟ قيل : عنه أجوبة :

أحدها : أن إبراهيم كان داعيا ولم يكن مناظرا ، فمى كان يراه أقرب إلى الهداية أخذ به.

والثاني : أنه روي أنه قال لنمرود : إنك أمت الحي ولم تحيي الميت ، والانتقال بعد الإلزام محمود.

والثالث : أن نمرود كان عالما أن ما ذكره ليس بمعارضة وكان من حوله من أصحابه يوقنون بكذبه في قوله : { أنا أحيي وأميت } لكن أراد التمويه على أغمار قومه كما قال فرعون للسحرة حين آمنوا : أن هذا المكر مكرتموه في المدينة ، كذلك فعل نمرود بقوله : { أنا أحيي وأميت }. فترك إبراهيم إطالة الكلام ، وعدل إلى حجة مسكتة لا يمكنه التمويه فيها.

فإن قيل : فهلا قال نمرود لإبراهيم : إن مجيء الشمس هو العادة ؟ فقل لربك حتى يأتي بها من المغرب! قيل : علم لما رأى من المعجزات التي ظهرت أنه لو سأله ذلك لأتى به. فكان يزداد فضيحة عند الناس. وقيل : خذله عن هذا القول ، فلم يوفق للسؤال.

قوله تعالى : { فبهت الذي كفر } البهت في اللغة : هي مواجهة الرجل بالكذب عليه ؛ يقال : بهت يبهت بهتانا ، وباهت يباهت مباهتة. وفي الحديث : " إن اليهود قوم بهت " أي كذبة. والبهت الحيرة عند انقطاع الحجة أيضا. وفيه لغات : بهت وبهت وبهت ، وأجودها بهت بضم الباء.

पृष्ठ 238