तफ़्सीर
تفسير القرآن العظيم المنسوب للإمام الطبراني
शैलियों
[184]
قوله عز وجل : { أياما معدودات } ؛ يعني شهر رمضان ثلاثين يوما أو تسعة وعشرين. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " [نحن أمة أمية لا نحسب ولا نكتب ، الشهر هكذا وهكذا وهكذا] وعقد الإبهام في الثالثة [والشهر هكذا وهكذا وهكذا] إتمام الثلاثين ".
ونصب { أياما } على الظرف ؛ أي في أيام ؛ وقيل : على خبر ما لم يسم فاعله ؛ أي كتب عليكم الصيام أياما. وقيل : بإضمار فعل ؛ أي صوموا أياما.
قوله تعالى : { فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر } ؛ أي فافطر فعدة كقوله : { فمن كان منكم مريضا أو به أذى من رأسه ففدية }[البقرة : 196] تقديره : فحلق أو قصر ففدية ؛ فاختصر وتقديره : فعليه عدة.
قراءة أبي عبيد : (فعدة) بالنصب ؛ أي فليصم عدة. و(أخر) في موضع خفض ؛ إلا أنها لا تنصرف ؛ لأنها معدولة عن جهتها فكان حقها (أخريات) فلما عدل إلى (فعل) لم يجز مثل عمر وزفر. ومعنى الآية : فليصم عدة من أيام أخر غير أيام مرضه أو سفره.
قوله عز وجل : { وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين } ؛ قرأ ابن عباس وعائشة وعطاء وابن جبير وعكرمة ومجاهد (يطوقونه) بضم الياء وفتح الطاء والواو والتشديد ؛ أي يكلفونه. وروي عن مجاهد وعكرمة بفتح الياء وتشديد الطاء والواو ؛ أي يطوقونه بمعنى يتكلفونه. وروي عن ابن عباس أيضا أنه قرأ : (يطيقونه) بفتح الياء وتشديد الطاء والياء الثانية وفتحها بمعنى يطيقونه. يقال : طاق وأطاق بمعنى واحد.
قوله تعالى : { فدية طعام مسكين } قرأ أهل المدينة والشام (فدية طعام) مضافا إلى (مساكين) جمعا ؛ أضاف الطعام إلى الفدية وإن كانا واحدا لاختلاف اللفظين ، كقوله تعالى : { وحب الحصيد }[ق : 9]. وقولهم : مسجد الجامع ، وربيع الأول. وقرأ ابن عباس : (طعام مسكين) على الواحد ، وهي قراءة الباقين غير نافع ، فمن وحد فمعناه لكل يوم طعام مسكين واحد ، ومن جمع رده إلى الجمع ؛ أي عليه إطعام مساكين فدية أيام يفطر فيها.
ومعنى الآية : { وعلى الذين } يطيقون الصوم فلم يصوموا (فدية طعام مسكين) وذلك أنه كان يرخص في الصوم الأول لمن يطيق الصوم أن يفطر ويتصدق مكان كل يوم على مسكين ؛ ثم نسخ بقوله : { فمن شهد منكم الشهر فليصمه } [البقرة : 185].
قوله عز وجل : { فمن تطوع خيرا فهو خير له } ؛ قرأ يحيى بن وثاب وحمزة والكسائي : (يطوع) بالياء وتشديد الطاء وجزم العين على معنى يتطوع. وقرأ الآخرون بالتاء وفتح العين وتخفيف الطاء على الفعل الماضي. ومعنى الآية : فمن يتطوع خيرا ؛ أي زاد على طعام مسكين واحد فهو خير له ؛ { وأن تصوموا خير لكم } ؛ من أن تطعموا وتفطروا ، { إن كنتم تعلمون } ؛ ثواب الله في الصوم.
واختلف العلماء في تأويل هذه الآية وحكمها ؛ فقال قوم : كان ذلك في أول ما فرض الله الصوم ، وذلك أن الله عز وجل لما نزل فرض صيام شهر رمضان على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمر أصحابه بذلك ، شق عليهم الصوم ؛ وكانوا قوما لم يتعودوا الصوم ؛ فخيرهم الله تعالى بين الصيام والإطعام ؛ فكان من شاء صام ، ومن شاء أفطر وافتدى بالطعام.
पृष्ठ 171