वैज्ञानिक विचार और समकालीन वास्तविकताओं की नवीनता

महमूद मुहम्मद अली d. 1450 AH
92

वैज्ञानिक विचार और समकालीन वास्तविकताओं की नवीनता

التفكير العلمي ومستجدات الواقع المعاصر

शैलियों

65

والنواة الصلبة والحزام الواقي في ضوئهما يقدم نظام من الاستمرارية لأي سلاسل من النظريات العلمية قاعدتين منهجيتين رئيسيتين؛ قاعدة الموجه السلبي وقاعدة الموجه الإيجابي. وقاعدة الموجه السلبي لبرنامج ما، هو المطلب الذي يقضي بالحفاظ على نواة البرنامج الصلبة ثابتة غير منقوصة خلال نمو هذا البرنامج وتطوره. وكل عالم يجري تعديلات في النواة الصلبة، فإنه يختار الخروج عن برنامج البحث الذي يشتغل فيه؛ فقد اختار «تيكو براهي»، ترك البرنامج الكوبرنيقى والبدء في برنامج آخر، وذلك عندما اقترح التسليم بفرضية أن جميع الكواكب الأخرى - غير الأرض - تدور حول الشمس، وأن الشمس ذاتها تدور حول أرض مستقرة. أما المساعد على الموجه الإيجابي فهو الذي يوجه المشتغلين بالعلم إلى ما ينبغي أن يفعلوه. ولقد سبق أن تحدثنا عن وظائفه عندما تعرضنا إلى منهجية برامج البحث. وتجدر الإشارة إلى أن «قاعدة الموجه السلبي» تشترط للبرنامج ألا تكون الفروض الخاصة ب «النواة الصلبة» متغيرة. فإذا ما تغيرت «النواة الصلبة»، عندئذ قد يهجر المرء برنامج البحث ويتحول إلى آخر، أو بلغة كون يتحول إلى نماذج إرشادية أخرى. ومن ناحية أخرى، فإن «المساعد على الموجه الإيجابي» للبرنامج يمكن أن يضع العديد من الفروض الإضافية لتعديل شواذ قد تظهر في البرنامج. ويقال إن البرنامج يكون متقدما طالما كان نطاق الملاحظات الإمبريقية يسبب النمو في المعرفة، خصوصا بمعنى نجاحه في التنبؤ بوقائع جديدة، ويوصف البرنامج بأنه متفسخ إذا لم يستطع أن يفعل ذلك. وكمثال على برنامج بحث متقدم يتخذ لاكاتوش نظرية وليام براوت الجزيئية (1815م)، التي ترى أن الأوزان الذرية لجميع العناصر ينبغي أن تكون أعدادا صحيحة. وكانت «النواة الصلبة» للبرنامج ترى أن جميع الذرات متحدة بذرات الهيدروجين (وهذا يعطي بالفعل وزنا لها بنسبة «1»). ولقد انتصر برنامج براوت الذي استطاع أن يفسر الشواذ في حدود عدم ملاءمة الحزام الواقي. وعلى الرغم من أن نظريته اعتبرت ميتة لسنوات طويلة، إلا أن أفكارا جديدة في بنية الذرة قد انبثقت في غضون السنوات الأولى من القرن العشرين. وفي خضم الأحداث تأسست ترجمة جديدة لفروض براوت، مدعمة من قبل «مساعد على الكشف الإيجابي» لبرنامج البحث. وكانت الآلية المتبعة في حل المشكلات تستوعب الشواذ أولا بأول. إذن لو استمر برنامج البحث في التحسن، لأدى ذلك إلى اكتشاف ظواهر جديدة تعلل بنجاح في حدود الظواهر المتعددة للبرنامج، فنحصل عندئذ على «تغير مشكلة متقدمة»

aprogressive problem shift

لأن الفروض الجديدة الموضوعة في «الحزام الواقي» تزيد من المضمون الإمبريقي للنظرية (أو البرنامج). ولكن في ظروف مبشرة بنجاح أقل، عندما تنتهي القوة الدافعة للبرنامج، فإن الفروض الجديدة المضافة تتحول إلى «غرض خاص»؛ لأنها تنقذ الفروض المسبقة للنواة الصلبة، بيد أنها لا تسمح بالتنبؤ بظواهر جديدة مختبرة. أو بلغة بوبر، ليس لديها ما تفعله لتحسين المضمون الإمبريقي للنظرية. ويقال في مثل هذه الظروف إن برنامج البحث خاضع لما أسماه لاكاتوش «تغير مشكلة متفسخة»

degenerating problem shift .

66

خامسا: الفروض المساعدة ودورها في برنامج البحث النيوتوني

كان «لاكاتوش» قد أكد أن النواة الصلبة لبرنامج البحث عند نيوتن تتمثل في الجاذبية، وأنه لا شك في أن بين النواة والظواهر الحزام الواقي من الفروض المساعدة التي تحتك بالاختبار والتكذيب. ومن هنا قبل الحزام الواقي التعديل والتطوير ليحمي النواة، وهذا التطوير يتم بناء على الموجه الإيجابي المساعد على الكشف؛ أي إننا حين اكتشفنا أن كوكب أورانوس لا يتفق مع التنبؤات الخاصة بنظرية نيوتن لم نستنتج من هذا أن النظرية كاذبة، بل على العكس، فالنظرية أو برنامج البحث النيوتوني عامة لا يزال تقدميا. وبعد فترة من الزمن أصبح هذا البرنامج متفسخا ومتدهورا لظهور برنامج آخر، وهو لأينشتين الذي فسر حركة الكوكب عطارد التي لم يستطع برنامج نيوتن حلها. هذا فضلا عن أن برنامج أينشتين قد تنبأ بانحراف الأشعة الآتية من النجوم تحت تأثير مجال الجاذبية.

67

فاختبار أي برنامج يعول مباشرة على الحزام الواقي للفروض المساعدة. ومن هنا أكد «لاكاتوش» أن أي نتيجة اختبار سالبة مفردة لا تفند برنامج البحث ككل؛ الأمر الذي جعله ينتقد «بوبر» عندما عول على أهمية النتائج السلبية؛ حيث إن وجود أي نتيجة اختبار سلبية، إنما هي استراتيجية مثمرة لتعديل الحزام الواقي للفروض المساعدة ليعدل أو يسوي الشاذ.

अज्ञात पृष्ठ