वैज्ञानिक विचार और समकालीन वास्तविकताओं की नवीनता

महमूद मुहम्मद अली d. 1450 AH
86

वैज्ञानिक विचार और समकालीन वास्तविकताओं की नवीनता

التفكير العلمي ومستجدات الواقع المعاصر

शैलियों

ومن جهة أخرى اعترض لاكاتوش على بوبر بشأن التقدم العلمي؛ فقد أكد بوبر على اختبار الفرض على حدة وبصورة منفصلة، وعد ذلك مسألة جوهرية لتقدم العلم وقياس ما يضاف إليه حقيقة؛ فالذي لا شك فيه أنه لا يمكن أن يقرر أحد إذا كانت نظرية جسورة مهما كانت، وذلك عن طريق اختبارها على انفصال، لكن فقط عن طريق اختبارها في ضوء سياقها المنهجي التاريخي.

40

وهذا معناه أنه إذا كان بوبر في محاولته للتقدم العلمي يؤكد عمومية النظرية العلمية، مع الوضع في الاعتبار تكذيب النظرية اللاحقة للنظرية السابقة عند تناقضها، فإن لاكاتوش يؤكد على أن أي نظرية تتمثل وتولد في خضم هائل من التناقضات؛ ومن ثم يمكن عمل تعديل في النسق النظري العلمي. وطبقا لذلك رأى لاكاتوش أن أي برنامج بحث يتألف من قواعد منهجية؛ يقول لاكاتوش: «طبقا للمثيودولوجيا التي أدعو إليها، فإن الإنجازات العلمية العظيمة ليست سوى برامج بحث يمكن تقييمها في حدود مشكلة الدورات المتقدمة والمتفسخة؛ حيث تشتمل الثورات العلمية على برنامج بحث واحد (يتخطى في التقدم آخر) ويحل محله. وتسعى هذه الميثودولوجيا إلى إعادة بناء عقلاني جديد للعلم.»

41

ويؤكد لاكاتوش أن هذه الميثودولوجيا تقدم برامج البحث صورة عن لعبة العلم تختلف كثيرا عن الصورة التي تقدمها ميثودولوجيا التكذيبي؛ حيث إن أفضل استهلال افتتاحي ليس افتراضا يمكن تكذيبه (ويكون لذلك متسقا)، وإنما هو برنامج بحث.

42

وهنا يقترح لاكاتوش وحدة جديدة للتقييم؛ فبدلا من النظريات المؤيدة التي قدمها بوبر والنماذج الإرشادية التي قدمها كون، يركز هو على برامج الأبحاث العلمية. ويرفض لاكاتوش السؤال الأساسي للوضعية المنطقية وهو متى تكون النظرية مقبولة؟ أي متى تكون مبررة بالمعنى الذي يوضح أنها صادقة أو على الأقل محتملة الصدق بدرجة ملائمة؟ كما أنه يرفض السؤال الذي طرحه كون وهو: متى يتحتم علينا قبول نموذج إرشادي في العلم؟ حيث تتمثل الإجابة في إجماع العلماء على احترام نموذج إرشادي معين، وحيث يتخلى كون عن معيار الإثبات أو التأييد الاستقرائي التجريبي والذي يعد معيارا موضوعيا، ويتخلى أيضا عن المدى المفاهيمي البوبري للتعزيز بوصفه معيارا عرضة للخطأ، والذي يعد أيضا معيارا موضوعيا، يتخلى كون عن كل ذلك لأجل الاتفاق الذي يتسم بطابع الذاتية. ومثلما فعل كون نجد لاكاتوش أيضا يتخلى عن سائر الأسئلة المطروحة سابقا ويطرح سؤالا جوهريا مؤداه: متى يكون من المعقول أن نقبل أو نرفض برنامج بحث.

43

لم يغفل لاكاتوش الدلالة التاريخية لنمو النسق العلمي أو الأنساق العلمية؛ أي لم ينظر إلى النظرية منفردة، بل برنامج متكامل للبحث، وذلك لأن التقدم العلمي عنده يتم بالانتقال من برنامج متدهور إلى آخر تقدمي، وهذا ما جعله على خلاف مع كثير من فلاسفة العلم المعاصرين، وخصوصا كارل بوبر، على الرغم من أنه أخذ منه الكثير من الأفكار وتطبيقها. ويتألف برنامج البحث العلمي عند لاكاتوش من ثلاثة أشياء: (1)

النواة الصلبة. (2)

अज्ञात पृष्ठ