वैज्ञानिक विचार और समकालीन वास्तविकताओं की नवीनता
التفكير العلمي ومستجدات الواقع المعاصر
शैलियों
لقد قدم لاكاتوش تحليلا تاريخيا لتلك التجربة، جعلته يبين أن اعتبارها تجربة فاصلة، هو أمر استردادي قائم على إسقاط تلك الفكرة نفسها من تاريخ العلم؛ فالعلم لم ينم فعلا بسبب التجارب الحاسمة، ولكنه سيبدو وكأنه نما هكذا بسبب استرداد تاريخ العلم على هذا النحو، وهو استرداد لا يؤيده تاريخ؛ فلقد أكد لاكاتوش حقيقة المراجعة المستمرة والتنقيح، بل والبلبلة المستمرة التي مرت بها تجربة «ميكلسون-مورلي» مما يجعلها تجربة ذات نتائج إشكالية، أكثر منها نتائج دوجماطيقية؛ فلاكاتوش يؤكد أن ميكلسون قد أجرى تجربته ثلاث مرات قبل سيادة برنامج أينشتين، وهو أجراها فيما بعد من جديد بعد السيادة العلمية لهذا البرنامج، وفي كل مرة كان يخرج بنتيجة مختلفة؛ فلقد ذهب ميكلسون في تجربته الأولى - لعام 1881م - إلى تأكيد أنها قد أثبتت بما لا يدع مجالا للشك نظرية ستوك، ودحضت نظرية فرينيل بصورة قاطعة، وهو الأمر الذي تخلى عنه في تجربته الثالثة. والحق أن الاختلاف الموضوعي لنتائج تجربة ميكلسون، لا يدع مجالا للشك في سخف الرأي الذي يؤكد أن تخلي العلماء عن نظرية الأثير، وفقا لنتائج تجربة «ميكلسون-مورلي» هو الذي أدى إلى ظهور نظرية النسبية؛ فالمشكلة بالنسبة لميكلسون ليست نفي أو تأكيد الأثير الذي ترتكز عليه نظرية البصريات النيوتونية، بل توكيد نسخة معينة من برنامج الأثير.
88
لقد ذهب ميكلسون في إحدى كتاباته «إلى أن يصف تجربته بأنها فاشلة، وأن النتائج الصفرية أو التي تأكد منها تقترب من الصفر لتلك التجربة مناقضة لكل التوقعات. ولعل هذا الرأي لميكلسون، هو الذي أضعف موقف الوضعيين، وجعلهم يعتبرون أن تجربة ميكلسون قد أدت إلى الفشل في إدراك الأثير الذي هو خطوة ضرورية للنسبية، ولكن عبارة ميكلسون تعبر عن موقف إشكالي، أكثر من كونه موقفا باتا وقطعيا في صالح نظرية ضد أخرى. وآية ذلك أن أينشتين نفسه فكر؛ أي تأثير لتجربة ميكلسون عليه؛ بناء عليه، فإن لاكاتوش ينتهي إلى حقيقة أن التجارب الحاسمة هي اختراع سيكولوجي بعدي، من ابتكار أصحاب العقلانية الفورية».
89
وهناك تجارب أخرى على غرار تجربة ميكلسون-مورلي، يشرحها لاكاتوش بتفصيل دقيق، ليثبت أنها لم تؤخذ على أنها تجارب حاسمة، إلا بعد عقود من إجرائها، منها تجارب العالمين الألمانيين «أوتو لومر
Otto Lummer » و«إرنست برنجشايم
Ernst
» التي فندت بصورة دامغة النظرية الكلاسيكية للإشعاع، وأدت إلى نظرية الكم؛
90
وتجربة «بيتا» التي ظن كثير من العلماء أنه سيصل بها الأمر إلى أن تقف ضد قوانين البقاء والحفاظ، لكنها في الحقيقة انتهت إلى كونها أكبر دليل دامغ لانتصارها.
अज्ञात पृष्ठ