أقول: {فلا(1)أقسم بالشفق، والليل وما وسق، والقمر إذا اتسق}(2)، هذا كذب مختلق، بل هو لا يصدق إلا على من أفتى بعدم وجوب الزكاة في التجارة، وبحل ذبيحة مشرك، وبعدم نجاسة شحم خنزير، وبعدم وجوب القضاء على تارك الصلاة متعمدا، وغير ذلك من المسائل الموجودة في تصانيف صاحب((الإتحاف)) و((الحطة)).

ثم قال: ومنها: أنه يجترئ على تحرير فتيا من غير فهم وتدبر، غافلا عما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أجرؤكم على الفتيا، أجرؤكم على النار)(3).

أقول: هذا ليس إلا وصف من أسقط الإجماع والقياس من الحجج الشرعية، وقلد في الفتاوى الشوكاني، وابن تيمية، وهذه فتاواي قد اشتهرت شرقا وغربا، وطارت شمالا وجنوبا، وبحمد الله وقعت في جميع الأطراف مقبولة، ومن ليس له نور العلم إن شنع عليها فلا بأس بذلك؛ فإن الخفاش لا يرى ضوء الشمس، ولا يقدح فيها شيء من ذلك.

ثم ذكر ناصرك فتوى منسوبة إلي، وحكم بكونها غلطا، وعبارة من ((غاية الكلام في بيان الحلال والحرام)) للوالد العلام أدخله الله دار السلام، وحكم بكونها مغلطة.

وما أحسن قول البستي(4):

पृष्ठ 140