اللقاء
أصحيح هذا! أأضمك يا عروس الكواكب ثانية إلى صدري؟ أواه من ليل البعاد، يا له من درك سحيق، ويا له من عذاب وجيع!
بلى! إنك لأنت هنا يا مبعث أفراحي ومعدنها ويا أحلي تتمة لوجودي وأغلاها، إنني لذكرى آلام الماضي أرتجف بين يدي الحاضر.
قديما كان الكون جنينا في الهاوية السحيقة فأوحى الله بإرادة الخلق الأولى، ونادى: «ليكن العالم!» فما هو إلا أن دوت آهة أليمة وإذا العالم ينتثر في تعدد الكائنات بجهد مقتدر شديد.
افتر النور، وانشقت عنه الظلمات فرقا، وإذا بالعناصر تتشعب أشتاتا وتتدابر، وينطلق كل عنصر على عجل كما تنطلق الأحلام الشعواء، فينتحي بعيدا جاسيا في أرجاء الفضاء السحيق، لا بغية له ولا انسجام فيه.
وكان كل شيء أخرس جديبا، وكان الله في خليقته فريدا وحيدا! فخلق الفجر، فإذا هو يرق من الوحشة، ويبعث في هذه الغواشي أفانين الألوان المترقرقة، فتسنى إذ ذاك للحب أن يؤلف ما تفرق شمله فإذا الذين خلقوا بعضهم لبعض يتقاربون متلهفين، وأقبل على الحياة الخالدة النظر والشعور، وسيان الغصب والاختيار إذا صح التماسك والالتئام!
كذلك على أجنحة الفجر الأرجوانية درجت إلى شفتيك، وكذلك أرى الليل يطبع ألفتنا بآلاف الأختام الذهبية من منتثر نجومه، فكلانا على وجه البسيطة مثال الفرح والألم، ولو تكررت كلمة الآمر: «ليكن العالم!» لما فرقت بيننا بعد اليوم.
الديوان الشرقي
نشيد محمد أو فيض الإسلام
انظر إلى ينبوع الجبل جائشا صافيا، كأنما هو فوق السحب شعاع دري، وقد أرضعت ملائكة الخير طفولته في مهده بين أفلاق الصخور المعشوشبة.
अज्ञात पृष्ठ