140

तअयीन शरह अरबाइन

التعيين في شرح الأربعين

अन्वेषक

أحمد حَاج محمّد عثمان

प्रकाशक

مؤسسة الريان (بيروت - لبنان)

संस्करण संख्या

الأولى

प्रकाशन वर्ष

١٤١٩ هـ - ١٩٩٨ م

प्रकाशक स्थान

المكتَبة المكيّة (مكّة - المملكة العربية السعودية)

शैलियों

وتحقيق هذا المقام أن الله ﷿ خلق الخلق وركب (أ) فيهم طباع الخير والشر، فعلم ما يكون منهم بحسب مقتضى طباعهم المركوزة فيهم، فلو أسعدهم وأشقاهم بدون تكليف وعمل اعتمادًا على سابق علمه وحكمته فيهم لكان في ذلك مأمونا غيرَ مُتَّهَمٍ، لكنه ﷾ عادل في حكمته (ب) حليم في عدله، والحكمة تقتضي اجتناب مظان التُّهَمِ، فلو عذب بعضهم بموجب علمه فيهم لاتَّهَمُوهُ، فدفع هذه التهمة بأن كلَّفهم حتى ظهرت معصيتهم عن طباعهم المركوزة فيهم من القوة إلى الفعل، وهذا هو سِرُّ قوله ﷿ ﴿لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل﴾ [سورة النساء: ١٦٥] وقوله ﵊ في أطفال المشركين: "الله أعلم بما كانوا عاملين" (١) وفي هذا المقام بسط وتحقيق وفيما ذكرناه تنبيه على المقصود منه. ومرجع هذا الحديث من الكتاب إلى آيات القدر، نحو ﴿إنا هديناه السبيل إمَّا شاكرا وإمَّا كفورا﴾ [سورة الإنسان: ٣] ﴿من يهد الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد له وليًّا مرشدا﴾ [سورة الكهف: ١٧]. ومن السنة إلى أحاديث القدر، كحديث محاجَّة آدم وموسى، وحديث عليٍّ "كل ميسر لما خلق له" (٢) وقوله ﵊ "اعملوا على

(أ) في م وركز. (ب) في م حكمه. (١) رواه البخاري ١/ ٤٦٥ ومسلم ٤/ ٢٠٤٩ من حديث أبي هريرة. (٢) سبق تخريجه قريبا.

1 / 89