तातीर अनाम
تعطير الأنام في تعبير المنام
प्रकाशक
دار الفكر
प्रकाशक स्थान
بيروت
وقيل الاغتسال بالماء الحار صالح لأنه في الحمام فإن كان مغمومًا ودخل الحمام خرج من غمه فإن اتخذ في الحمام مجلسًا فإنه يفجر بامرأة ويشتهر أمره لأن الحمام موضع كشف العورة فإن بنى حمامًا فإنه يأتي الفحشاء ويشيع عليه ذلك ويخوض فيها ويفتش عن العورات فإن كان الحمام حارًا لينًا فإن أهله وصهره وقرابات نسائه موافقون مساعدون مشفقون عليه وإن كان باردًا فإنهم لا يخالطونه ولا ينتفع بهم وإن كان شديد الحرارة فإنهم يكونون غلاظ الطبائع ولا يرى سرورًا لشدتهم.
- (فإن رأى) أنه في البيت الحار وقد انتفخ الماء من مجراه وهو يريد أن يسده فلا ينسد فإن رجلًا يخونه في امرأته وهو يجتهد أن يمنعه فلا يتهيأ له فإن امتلأ الحوض وجرى الماء من البيت الحار إلى البيت الأوسط فإنه يغضب على امرأته وإن كان الحمام منسوبًا إلى غضارة الدنيا فإن كان باردًا فإن صاحب الرؤيا فقير قليل الكسب لا تصل يده إلى ما يريد فإن كان حارًا لينًا واستطاب به فإن أموره تكون على محبة ويكون كسوبًا صاحب دولة يرى فيها فرحًا وسرورًا وإن كان حارا شديد الحرارة فإنه يكون كسوبًا ولا يكون له تدبير ولا مدارات ولا له عند الناس محمدة ولا لنعمته بهاء ولا ذكر.
- (ومن رأى) أنه دخل حمامًا فهو دليل الحمى الناقص.
- (ومن رأى) أنه شرب من البيت الحار ماء مسخنًا أو صب عليه أو اغتسل به على غير هيئة الغسل فهو غم ومرض وفرع من الجن بقدر سخونة الماء وإن شربه من البيت الأوسط فهو حمى صالب وإن شربه من البيت البارد فإنه برسام.
- (فإن رأى) أنه اغتسل بالماء البارد فهو برؤه وإذا اجتمع الحمام والاغتسال والنورة فخذ بالاغتسال والنورة ودع الحمام فإن ذلك أقوى في التأويل.
- (فإن رأى) في تلك المحلة حمامًا مجهولًا فإن هناك امرأة تأتيها الناس.
- (ومن رأى) أنه يغتسل في الحمام أصابه غم من عدوه وربما يمرض.
- (ومن رأى) أنه يبني حمامًا قضيت حاجته والحمام يدل على جهنم وقيم الحمام يدل على خازنها ويدل على دار الحاكم وقيمها القاضي ويدل على المرأة وقيمها زوجها أو العاقد يدل على دار زانية وقيمها رجل ديوث وهو الذي يجمع بين الرجال والنساء ويدل على السجن وقيمها السجان ويدل على البحر وقيمه رئيس السفينة ومديرها وربما دل الحمام على دور أهل الشر والخصام والكلام.
- (ومن رأى) نفسه في حمام أو رآه غيره.
- (فإن رأى) فيه شيئًا فإنه في النار والحميم لأن جهنم أدراك وأبواب مختلفة وفيها الحميم والزمهرير.
- (وإن رأى) مريض ذلك فإن رأى أنه خرج من البيت الحار إلى البيت الزمهرير وكانت علته في اليقظة حرًا تخلت عنه وإن اغتسل أو خرج منه خرج سليمًا وإن كانت علته بردًا تزايدت وخف عليه فإن اغتسل مع ذلك ولبس ثوبًا من البياض خلاف عادته وركب مركوبًا لا يليق به كان ذلك غسله وإن كان ذلك في الشتاء خيف عليه الفالج.
- (فإن رأى) أنه داخل إلى البيت الحار فعلى ضد ما تقدم في الخروج يجري الاعتبار ويكون البيت الأوسط لمن جلس فيه من المرضى دالًا على توسطه في علته حتى يدخل أو يخرج منها فإما لكسبه أو فاقته فإن كان غير مريض وكانت له خصومة أو حاجة في دار حاكم أو سلطان كان في الحكم له أو عليه على قدر ما ناله في الحمام من شدة حرارته أو برده أو زلق أو رش فإن لم يكن شيء من ذلك وكان الرجل أعزب تزوج أو حضر وليمة أو جنازة وكان فيها من الجلبة والغوغاء والغموم والهموم كالذي في الحمام وإلا نالته غمة من سبب النساء وقد يجمع ذلك فيناله غمة من سبب مال الدنيا عند حاكم لما فيه من جريان الماء والعرق وهي أموال وربما دل العرق خاصة على الهم والتعب والمرض مع غمة الحمام وحرارته فإن كان متجردًا من ثيابه فالأمر مع زوجته ومن أجلها وناحيتها وناحية أهلها يجري ما يؤذن الحمام فإن كان بأثوابه فالأمر من ناحية أجنبية أو بعض المحارم كالأم والبنت والأخت.
- (ومن رأى) أنه دخل الحمام من قناة أو طاقة صغيرة في بابه أو كان معه أسد أو سباع أو وحش أو غربان أو حيات فإنها امرأة يدخل إليها في ريبة ويجتمع عندها أهل الشر والفجور من الناس والحمام دال على دار العلم والرباط والجامع والسوق الذي هو محل المكسب والمغرم ويدل على الموسم ويدل على التوبة للفاسق والهدى للضال والغنى للفقير والشفاء للمريض وربما دل على دار السلطان لما فيها من الجناية والتعري وكشف الرؤوس وأخذ الأموال وربما دل على البحر وسوق الصرف فإن دخلها مريض واغتسل بما يوافقه دل ذلك على زوال مرضه وإن استعمل فيها ماء غير موافق دل على الهم والنكد وزيادة الأمراض وإن اغتسل فيها السليم وتنظف نال علمًا يهتدي به أو قضى دينه أو تاب الله عليه بما هو مرتكبه وإن كان أعزب تزوج وإن كان فقيرًا استغنى وإن اغتسل بالماء على ثيابه ابتلى بحسن زانية وأفسد معها دينه وارتكبه الدين بسببها.
- (وإن رأى) ميتًا في الحمام وعليه قماش حسن أو رائحة طيبة دل على أن الله تعالى قد سامحه وعفا عنه.
- (ومن رأى) نفسه في نهار والنجوم
1 / 90