النقطة كيفية كالتربيع مثلا ، ولها وضع من جهة أنها فى الخط لأنها نهايته.
نسبة الآن إلى الزمان كنسبة النقطة إلى الخط ، لكن الآن لا وجود له بالفعل إلا بالفرض ، وإلا عرض للزمان قطع بالفعل.
العدد يعنى به ما فيه انفصال ويوجد فيه واحد. ويعنى بالأول أنه غير مركب من عدد وأنه لا نصف له عدد إلا نصفا مطلقا. ولكل واحد من الأعداد صورة تخصه كالعشرة وله حقيقة هى وحدته التي لا تنقسم ، فإن العشرة لا تنقسم إلى عشرتين يكون كل واحد منهما عشرة وله خواص العشرة. فأما انفصاله إلى خمسة وخمسة فإن ذلك من لوازمه لا من ماهيته ، فماهيته هى العشرية ومركبة من الآحاد التي فيها (25 ا)
لكل واحد من المضافين معنى فى نفسه ، ولكنه بالقياس إلى الآخر ، وليس هو ذلك المعنى الذي للآخر ، وهو بذلك المعنى مضاف كالأب مثلا فإن إضافته للأبوة التي فيه ، والابن فإن إضافته للبنوة التي فيه ، وليس هناك شيء واحد هو فى كليهما ولا حالة موضوعة للمعنيين اللذين هما بهما مضافان ، وإن كانت تلك الحال كون كل واحد من المضافين يحال بالقياس إلى الآخر ككون كل واحد من الققنس (1) والثلج أبيض ، فهو محال ، فإن كون كل واحد منهما غير كون الآخر فلا حالة البتة موضوعة للأبوة والبنوة. وهذه الاثنينية موجودة ، والمعنيان لهما وجود من خارج لا فى الذهن وحده. قولهم : إن الإضافة لا تتناهى فإن لكل واحد من الإضافة إضافة أخرى كالأبوة مثلا فلها علاقة مع الأب دون العلاقة التي لها بالقياس إلى الابن هذا الشك ينحل بتجريد معنى الإضافة :
كل واحد من المضافين معقول بالقياس إلى الآخر بسبب معنى الإضافة التي فيه ، وهذا المعنى ليس معقولا بالقياس إلى غيره بسبب شيء غير نفسه بل هو مضاف لذاته. فليس هناك ذات ويبقى هو الإضافة ، بل هناك مضاف لذاته لا بإضافة أخرى.
ماهية الأبوة مضاف معقول بالقياس إلى الابن ، وكون هذا المعنى فى الأب مضاف بنفسه معقول بسبب نفسه لا بسبب شيء آخر. وهذه إضافة يخترعها العقل وهو عارض من المضاف لزم المضاف ، وكل واحد منهما مضاف لذاته إلى ما هو مضاف إليه بلا إضافة أخرى فكون هذا المعنى محمولا مضاف لذاته وكونه «أبوه» مضاف لذاته ، فإن نفس هذا الكون مضاف لذاته بلا إضافة أخرى. فإنه فى الأعيان إذا كان مضافا إليها موجودا «مع» شيء آخر يكون لذاته لا لمعية أخرى تتبعه ، بل نفسه نفس «ألمع» أو «المعية» المخصصة بنوع تلك الإضافة كما كانت ماهية الأبوة مضافة بذاتها لا بإضافة أخرى. وحقيقة هذا المعنى
पृष्ठ 75