لم يكن له أشباه ونظائر ، وكان المخصص له ذاته أو من ذاته كان لازما لمعقول واحد ، وليس كون المعقول بحيث يصح حمله على كثيرين يلزم أن يوجد عنه كثيرون فليس يكفى المعقول فى وجود الكثيرين ما لم تكن طبيعة يمكن فيها وجود الكثيرين. فليس ما يصح حمله على كثيرين يوجب أن يوجد كثيرون. فالفلك التاسع لو كان له أشباه لكان المعقول يصح حمله عليها ، ولكان هذا الفلك يحتاج حينئذ إلى مخصص يخصصه ويميزه عن أشباهه ، والمشخصات للشيء تكون أمورا تخصص ذلك الشيء الواحد من مشاركته فى نوعه. فإن لم يكن من خارج بل كان من ذاته شخص ذلك الذات.
طبيعة الفلك طبيعة واحدة ، وهى لازمة لمعقول واحد ، والمعقول من كل دورة من الحركة معقول واحد؛ فلو كان كل واحدة من الدورات لازما لذلك المعقول لكان يجب أن توجد كلها معا أو توجد واحدة بعينها ، كوجود طبيعة الفلك التاسع. فكل واحدة من الدورات لا يصح أن تكون لازمة لطبيعة واحدة سواء أخذنا تلك الطبيعة المعقول منها أى من الحركة أو طبيعة الفلك التاسع كان اللازم الواحد واحدا بالعدد.
قد توجب حركة بعض الكواكب شيئا وحركة غيره المنع منه (1) فيتصادم موجباهما فيحدث شيء آخر.
المعقول من نوع مجموع فى شخص لا يصح حمله إلا على ذلك الواحد : كالفلك التاسع وكرة الشمس وكرة المشترى وغيرهما لأنه فى الوجود كذلك. لكن الذهن لا يمنع حمله على كثيرين. والمعقول من العالم ، وإن كان الذهن لا يمنع من حمله على عوالم كثيرة فإنه مقصور الحمل على هذا العالم لأنه فى الوجود وحده ، والمخصص لهذا النوع المجموع فى شخص هو ذاته أو فى ذاته لا من خارج. والمعقول من بيت أبنيه مثلا ، وإن كان يجوز حمله على كثيرين ، فإنه محمول على ذلك البيت الواحد لأنه يعتمد بذلك المعقول تخيل ، فالتخيل يخصصه.
المعقول من الشيء يجب أن يكون كليا ، والعقل الصرف لا يخالط معقوله تخيل ، فالأشياء الجزئية يجب أن يخصص كل واحد مخصص حتى يحصل بالفعل موجودا إلا أن يكون نوعها مجموعا فى شخص واحد.
المعقول من الشيء إذا كان ذلك الشيء نوعه فى شخصه صح وجوده عن المعقول من دون سبب مخصص إذ قد يخصص مكان وجوده بذاته فلم يصح وجود غير ذلك الشخص حتى كان يحتاج إلى سبب مرجح والمعقول من أشخاص نوع واحد سواء كان عقلا
पृष्ठ 127