وقال الشيخ تقي الدِّين السُّبكي: ما اجتمع بعد التابعين المجموع الذي اجتمع في النووي (١).
قال الذَّهبي: وتولى مشيخة دار الحديث الأشرفية بعد موت أبي شامة سنة خمس وستين، وفي البلد من هو أسن منه وأعلا سندًا فلم يأخذ من معلومها شيئًا إلى أن مات (٢).
ولما مرض مرض الموت اشتهى التفاح، فجيء له به فلم يأكله، فلما مات رآه بعض أهله فقال: ما فعل الله بك؟ فقال: أكرم نُزُلي، وتقبَّل عملي، وأول قراي جاءني التُّفَّاح (٣).
وتوفي يوم الأربعاء، رابع عشر رجب سنة ست وسبعين وستمائة، ودُفِنَ ببلده. طيَّب الله مضجعه.
رُوي أنه أنشد أبياتًا عند الوفاة منها هذان البيتان وزيد ما بعدهما:
تباشر قلبي في قدومي عليهم ... وبالسير روحي يوم تسري إليهم
وفي رحلتي يصفو مقامي وحبذا ... مقام به حطٌّ الرحال لديهم
ولا زاد لي إلَّا يقيني بأنهم ... لهم كرم يغني الوفود عليهم
واشتُهر أن الخضر ﵇ كان يجتمع (٤) به.
_________
(١) "المنهل العذب النووي في ترجمة النووي" للسخاوي (ص ١١١).
(٢) نفس المصدر السابق (ص ٩٤).
(٣) "المنهج السوي في ترجمة الإِمام النووي" (ص ٤٨).
(٤) القول الصحيح الذي رجحه أهل التحقيق من العلماء عدم حياة الخضر عليه =
1 / 38