ما يوجب نقماته، قال السهيلي: وأما القصر المشيد فقصر بناه شداد بن عاد ...
القصة مما ينقل عن الأمم السابقة التي تحتاج إلى إسناد تثبت به، مع أن الاحتمال قائم في ثبوتها وعدمها، فمثل هذه لا تصدق ولا تكذب، لكن معناها ومحتواها ومفادها أن من عصا الله -جل وعلا- وخرج عن طاعته وعبد غيره مثل هذا يحتاج إلى عقوبة كسائر الأمم، نسأل الله السلامة والعافية.
طالب:. . . . . . . . .
مثل هذا ما يثبت مثل هذا الخبر حتى يكون بالإسناد الصحيح، لا بد أن يكون إسناده صحيح، مع أنه إن كان حقا فهو داخل في الإيمان المجمل بالأنبياء والرسل، وإن ثبت وجب الإيمان به بعينه.
قال السهيلي: وأما القصر المشيد فقصر بناه شداد بن عاد بن إرم لم يبن في الأرض مثله فيما ذكروا وزعموا، وحاله أيضا كحال هذه البئر المذكورة في إيحاشه بعد الأنيس وإقفاره بعد العمران، وإن أحدا لا يستطيع أن يدنو منه على أميال لما يسمع فيه من عزيف الجن والأصوات المنكرة بعد النعيم والعيش الرغد وبهاء الملك وانتظام الأهل كالسلك، فبادوا وما عادوا، فذكرهم الله تعالى في هذه الآية موعظة وعبرة وتذكرة وذكرا وتحذيرا من مغبة المعصية، وسوء عاقبة المخالفة، نعوذ بالله من ذلك ونستجير به من سوء المآل، وقيل: إن الذي أهلكهم بختنصر على ما تقدم في سورة (الأنبياء) في قوله: {وكم قصمنا من قرية} [(11) سورة الأنبياء] فتعطلت بئرهم وخربت قصورهم.
قوله تعالى: {أفلم يسيروا في الأرض} [(46) سورة الحج] يعني كفار مكة فيشاهدوا هذه القرى فيتعظوا ويحذروا عقاب الله أن ينزل بهم كما نزل بمن قبلهم، {فتكون لهم قلوب يعقلون بها} [(46) سورة الحج] أضاف العقل إلى القلب؛ لأنه محله كما أن السمع محله الأذن، وقد قيل: إن العقل محله الدماغ، وروي عن أبي حنيفة: وما أراها عنه صحيحة.
पृष्ठ 10