طالب: إذا السائل هذا أخطأ، إذا ما سبب انتشار مذهب الشافعي لا سيما عند كثير من العلماء خاصة المحدثين؟
السبب الرئيس في انتشار المذاهب واتساعها أولا: نعرف أن المذهب الحنفي هو أوسع المذاهب انتشارا، هو أوسع المذاهب انتشارا، ثم يليها الشافعي، ثم المالكي، ثم الحنبلي، هناك مذاهب أخرى انقرضت مثل مذهب الثوري، ومذهب الطبري، ومذاهب انقرضت، لكن المذاهب الباقية أوسعها انتشارا مذهب الحنفية، ثم الشافعية ثم المالكية، ثم الحنابلة، السبب في هذا تبني الدول لهذه المذاهب، فالمذهب الذي تتبناه دولة ينتشر، والمذهب الذي لا تنوء به دولة يكاد أن ينقرض؛ لأن الدول إذا تبنت المذهب أوقفت عليه الأوقاف، وصرفت له الأموال، ووظفت عليه الوظائف، حتى في كثير من العصور، في كثير من البلدان لا يولى القضاء إلا حنفي، فيضطر الناس أن يكونوا حنفية، في بعض البلدان مثل المشرق قاطبة كلها، المشرق كله حنفية، المغرب مالكي، والوسط غالبه شافعي، المذهب الحنبلي قليل جدا بالنسبة للمذاهب الأربعة، وإن كثر في بعض الأوقات دون بعض.
أما المذهب العقدي بالنسبة للجلالين فقد سلكا مسلك التأويل لكثير من الصفات التي يؤولها الأشاعرة، من الأمثلة على ذلك: {إلا أن يأتيهم الله} [(210) سورة البقرة] أي أمره {كل شيء هالك إلا وجهه} [(88) سورة القصص] أي إلا إياه {والسماوات مطويات بيمينه} [(67) سورة الزمر] بقدرته {وجاء ربك} [(22) سورة الفجر] أي أمره، ومثل هذا كثير، أما آيات الاستواء على العرش معروف مذهب الأشاعرة في الاستواء أنهم يقولون: استولى، إيش عندك يا أشرف؟
طالب: يا شيخ أحسن الله إليك آخر سورة القصص {كل شيء هالك إلا وجهه} [(88) سورة القصص] في قول السلف يا شيخ يقولون: عبر هنا بالوجه عن الذات، فهل يوافقونهم في ذلك يا شيخ؟
هناك آيات فيها بعض الألفاظ الموهمة بأنها من آيات الصفات، وهي في الحقيقة ليست من آيات الصفات.
طالب: يا شيخ هذه الآية؟
पृष्ठ 27