ورفع عينين محمرتين زائغتين إلى الحائط، فرأى وجه الطفل المكبر يبتسم له، وخيل إليه أنه يبتسم له في سخرية، كأنه يسخر منه ومن سذاجته ويقول له في تهكم: ألا تراني؟ ألا تحس بوجودي؟ أنا حبها الأكبر، أنا قطعة منها، بل أنا نفسها التي تعيش بها.
وأحس بالدم يصعد إلى رأسه ويغلي فيه، فقذف الغطاء بقدميه، وانتقلت ارتجاجته العصبية إلى السرير فأخذ يهتز.
ونظر إلى ناحية إلهام دون أن يشعر، فرآها تهتز على السرير وتحرك ذراعيها ثم تفتح عينيها.
وحينما رأته ابتسمت شفتاها التي كأنما خلقتا للابتسام فحسب، وظهرت الغمازتان في خديها بسرعة، ولمعت عيناها بالبريق كأنهما يدمعان من فرط السعادة.
إنها هي، إلهام نفسها، ذاتها، لم تتغير، لم تفقد شيئا، هي التي أحبها منذ عشرة أعوام.
أخيرا أصبحت له؟ إنه لا يصدق.
وزحف إليها، واحتواها بين ذراعيه، وحينما أحس بدفئها وحرارتها أمسك وجهها بيديه وابتعد عنها قليلا وهو ينظر في عينيها بجرأة لأول مرة في حياته ويقول لها: «إلهام، أحبك.»
والتفت - بغير إرادته - ناحية الوجه المكبر على الحائط، ورآه وهو يبتسم في براءة الملاك، وضعف الطفل، واحتياج الوليد، والتفت إليها وهو يقول: «وأحبه أيضا لأنه قطعة منك.»
وضمها إليه، ثم نظر إلى عينيها المليئتين بالبريق الدامع، نفس البريق، لكن الدموع كانت حقيقية هذه المرة، ولم يعرف هل هي تبكي أو تبتسم؛ لأن كل ملامحها - رغم دموعها - كانت تبتسم في سعادة وفي صدق، لقد خلقت لتكون سعيدة.
تحت الملاءة
अज्ञात पृष्ठ